- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:تُعتبر مشاركة المرأة العربية في القوى العاملة عاملاً رئيسياً لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. على الرغم من التحسينات الأخيرة التي شهدتها العديد من الدول العربية فيما يتعلق بحقوق المرأة ودورها الاجتماعي, إلا أنه لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجهها النساء في سوق العمل. هذه التحديات تتضمن العوائق الثقافية والتقاليد الاجتماعية, وكذلك عدم المساواة في الأجر مقارنة بالرجال بالإضافة إلى محدودية فرص الترقية والإدارة العليا.
في السنوات الأخيرة, بدأت بعض البلدان العربية في تبني سياسات داعمة للمرأة مثل الحوافز الضريبية للشركات التي توظف نساء أكثر, توفير الخدمات العامة الداعمة للأمومة مثل دور رعاية الأطفال ومراكز الرعاية الصحية, وتقديم التدريب المهني للنساء للدخول لسوق العمل أو إعادة دخولهن بعد فترة غياب. كما تعمل المنظمات الدولية على تشجيع الحكومات على تنفيذ قوانين أفضل بشأن العدالة الجندرية في مكان العمل.
التعليم كبوابة
يعد التعليم أساساً هاماً لتحقيق الفجوة بين الرجل والمرأة في سوق العمل. عندما تتمكن المرأة من الحصول على تعليم جيد, فإن ذلك يزيد من فرص عملها ويحسن نوعيتها. وفقاً لتقرير الأمم المتحدة للتنمية البشرية, يوجد ارتباط قوي بين نسبة الإناث اللواتي لديهن شهادة جامعية ومتوسط دخل الأسرة. حيث إن كل زيادة بنسبة عشرة بالمئة في معدلات تعليم الإناث ترتبط بانخفاض بمقدار خمس نقاط مئوية في فقر الأسرة.
التحديات والمستقبل
رغم التقدم الذي تحقق, إلا أن الطريق أمام تحقيق المساواة الكاملة مازال طويلًا وشاقًّا. هناك حاجة مستمرة لإلغاء التحيز الجنسي والقوالب النمطية المرتبطة بأدوار الجنسين داخل المجتمع وخارجها. بالإضافة لذلك, تحتاج الدول العربية إلى مواصلة دعم السياسات التي تضمن حقوق المرأة وتمكينها اقتصاديا واجتماعيا. بالتزامن مع هذا, يمكن للقطاع الخاص والشركات الخاصة لعب دور مهم عبر وضع خطط واضحة للتكافؤ بين الجنسين وإنشاء بيئات عمل صديقة للموظفين ذوي جنس مختلف.
إن مشاركة أكبر للمرأة العربية في الحياة العملية لها تأثير كبير ليس فقط على تقدم الأفراد ولكن أيضًا على رفاهية البلاد ككل. فالاستثمار الحقيقي في قوة عمالية متكاملة الجنس يؤدي إلى نمو اقتصادي شامل واستقرار اجتماعي أوسع نطاقاً.