تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية: دراسة حول العلاقة بين الاستخدام وتطور الاضطرابات النفسية

في السنوات الأخيرة، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً مؤثراً ومتزايد الأهمية في حياة العديد من الأفراد. مع انتشار هذه المنصات بسرعة هائلة، نج

  • صاحب المنشور: إليان بن موسى

    ملخص النقاش:
    في السنوات الأخيرة، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً مؤثراً ومتزايد الأهمية في حياة العديد من الأفراد. مع انتشار هذه المنصات بسرعة هائلة، نجدها تشغل حيزاً كبيراً من وقتنا اليومي وتمس جوانب مختلفة من حياتنا الشخصية والمهنية. رغم الفوائد الكثيرة التي توفرها مثل سهولة الاتصال والتواصل العالمي والتفاعل الاجتماعى، إلا أن هناك مخاوف متنامية بشأن تأثيرها المحتمل على الصحة النفسية للناس خاصة الشباب منهم.

تظهر الدراسات الحديثة وجود علاقة مباشرة بين زيادة الوقت الذي يقضيه الأشخاص عبر الإنترنت واستخدام وسائل الإعلام الاجتماعية وبين تزايد معدلات اضطرابات القلق والكآبة وغيرها من الأمراض النفسانية الأخرى. يمكن ربط هذا التأثير بعدد من العوامل الأساسية المرتبطة باستخدام الوسائل الرقمية؛ منها الشعور المستمر بمراقبة الآخرين والثقة الزائدة بالأفكار السلبية المتداولة عبر الشبكات الإجتماعية والتي قد تؤدي إلى الضغط النفسي والشعور بالنقص أو عدم القيمة الذاتية لدى المستخدم. بالإضافة لذلك، فإن المقارنة الدائمة للحياة الواقعية بتلك المصورة والمزيفة عادةً عبر الأنترنت تساهم أيضاً في تحول مشاعر الغيرة والحسد مما يزيد الوضع سوءاً.

من الناحية الجسدية والعصبية، يؤثر الاعتماد الكبير على التكنولوجيا والإعلام الجديد بطرق غير ملحوظة ولكن لها تداعيات خطيرة طويلة المدى. فقد ثبت علمياً أن التعرض طويل الأمد للإشعاعات الصادرة عن الشاشات الإلكترونية (خاصة قبل النوم) يمكن أن يعيق إنتاج الجسم للميلاتونين - وهو هرمون ضروري لتحقيق النوم الصحي- وبالتالي يحدث خلل بنظام الساعة البيولوجية للجسم ويؤدي لمشاكل صحية نفسية وجسدية أخرى كالقلق والأرق واضطرابات الهضم ومشاكل القلب والجهاز المناعي العام.

لتجنب تلك التداعيات الضارة المحتملة لوسائط التواصل الاجتماعي والصحة النفسية، ينصح الخبراء باتباع استراتيجيات تعزيز رفاهيتك الذهنية والنفسية أثناء الانخراط بالأنشطة الرقمية المختلفة. وهذا يشمل تحديد حدود زمنية محددة للاستخدام وضمان أخذ فترات راحة منتظمة بعيدا عن الشاشة والاستمتاع بأنشطة خارجية وتعزيز العلاقات الشخصية الحقيقة تجاه الأقارب والأصدقاء وما غير ذلك مما يساهم في تحقيق توازن أفضل للعلاقات والسعادة العامة لحياة أكثر انتاجًا وصحة عامة افضل كذلك.


مولاي التلمساني

5 بلاگ پوسٹس

تبصرے