إذا كنت تعمل في بنك يسعى لتحويل نفسه لبنك إسلامي بشكل فعّال، ويتحرى تصفية جميع المعاملات الربوية القديمة ويستعد للتحول الكامل وفق الضوابط الشرعية، فهذا قد يكون جائزاً. ولكن يجب التأكد من وجود هيئة شرعية مؤتمنة تشرف على هذا التحول وتعليماته لاحقا. إذا كان التغيير طويلاً وببطء ولازال البنك متورطاً في المعاملات الربوية الجديدة، فإن العمل به حينها سيكون محظورا لأنه سيظل جزءاً منه دون سبب مشروع.
في مثل هذه الحالة، ينبغي التركيز على نوايا القلب والإخلاص لله سبحانه وتعالى. فالنية الصافية والأعمال الخيرة يمكن أن تؤدي لصالح كبير، حتى وإن كانت البيئة العملية ليست سليمة تماماً. ومع ذلك، يستوجب الأمر أيضاً البحث عن بيئة عمل تتوافق بشكل كامل مع الشريعة الإسلامية وتجنب أي نشاط مشكوك فيه دينيًا.
تجدر الإشارة هنا أنه بناءً على فتاوى علماء الدين المسلمين المعتمدين، بما في ذلك فضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز الفوزان، فإن العمل في البنوك الإسلامية مطلوب ومشجع بينما يعتبر العمل في البنوك التقليدية حرام حتى ولو كان ضمن أقسام مستقلة قانونياً بعيدة عن العمليات المالية المتعلقة بالعوائد الربوية.
بالنسبة لحالتك الشخصية، حيث تعمل الآن لبنك إسلامي ولكنه يتمتع بتجاوزات مخالف للشروط الإسلامية، فقد اتخذت الخطوة الأولى باتجاه تحقيق هدفك وهي البحث عن فرص أفضل. الاستمرار تحت ضغط التجارب المخالفة للعقيدة الإسلامية ليس أمراً مستحسنًا وهو أمر قابل للمراجعة والتقييم الدائم. باختصار، القرار النهائي لكيتعلق بكيفية توازنك الشخصي للأخلاقيات المهنية والقيم الدينية الخاصة بك.