- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
مع التطور المتسارع لتكنولوجيا الذكاء الصناعي (AI) والتعلم الآلي (ML)، أصبح من الواضح أن هذين المجالين يرتبطان ارتباطًا وثيقًا. بينما يعد التعلم الآلي أحد التقنيات الأساسية التي يستند إليها الذكاء الصناعي، إلا أنهما يشكلان مجالات متميزة مع بعض التداخل الكبير.
ماهية الذكاء الصناعي والتعلم الآلي
الذكاء الصناعي هو فرع من علوم الحاسوب يسعى إلى محاكاة القدرات العقلانية البشرية مثل الفهم اللغوي، حل المشاكل، واكتشاف الأنماط في البيانات باستخدام البرامج الخوارزمية. هذا يتضمن مجموعة واسعة من تقنيات مثل الشبكات العصبونية الاصطناعية، البرمجة اللغوية العصبية، والبحث عن المعرفة.
من ناحية أخرى، التعلم الآلي هو طريقة لتصميم هذه البرامج حيث تقوم الآلات بتعلم وتكييف نفسها بناءً على تجاربها الخاصة. يتم تدريب خوارزميات التعلم الآلي باستخدام مجموعات بيانات كبيرة حتى تستطيع القيام بمهام مختلفة كالتنبؤ بالنتائج المستقبلية أو تصنيف البيانات أو تحديد الأنماط.
العلاقة بينهما
في جوهر الأمر، يمكن اعتبار التعلم الآلي جزءاً أساسياً من تكنولوجيا الذكاء الصناعي لأنه يساعد الروبوتات والإنسانoids -مصطلحات مستخدمة للإشارة للأجهزة الرقمية- على تعلم كيفية عمل الأشياء بدون برنامج مباشر لكل سيناريو محتمل. ولكن رغم هذا الربط الوثيق، هناك اختلافات مهمة بين الاثنين. الذكاء الصناعي أكثر شمولاً وأوسع نطاقاً من حيث الهدف والمجالات التطبيقية المحتملة مقارنة بالتعلم الآلي الذي يركز بصورة أكبر على العمليات الإحصائية والاستدلال المنطقي لتحقيق أدوات ذكية.
التحديات والمستقبل
على الرغم من المكاسب الكبيرة التي حققتها كلتا التقنيتين، إلا أنها تواجه العديد من التحديات. تتطلب نماذج التعلم العميق المستخدمة في الذكاء الصناعي كميات هائلة من البيانات والموارد للحساب مما قد يؤدي إلى قضايا متعلقة بالأمان والخصوصية بسبب الطابع الشفاف غير الكامل لهذه النماذج. بالإضافة لذلك، فإن القصور في التحيز النوعي للبيانات التدريبية غالبًا ما ينتج عنه أحكام متحيزة وغير عادلة عند تطبيق النموذج النهائي.
وفي الوقت نفسه، تعمل الأبحاث الجارية على تطوير طرق جديدة للتواصل بين الإنسان والآلة والتي ستكون ضرورية لاستخدام المزيد من تطبيقات الذكاء الصناعي بكفاءة وأمان مثل روبوتات المناظرة الطبيعية وروبوتات الخدمة المنزلية الذاتية التشغيل. إن الجمع الناجح بين الذكاء الصناعي والتعلم الآلي لديه القدرة على تحقيق تحولات ثورية في مختلف القطاعات بما في ذلك الرعاية الصحية والنقل والتكنولوجيا المالية وغيرها الكثير.
لتلخيص الأمر، بينما يعمل الذكاء الصناعي نحو خلق آليات قادرة على فهم وفك رموز العالم بطريقة تشبه البشر، يقوم التعلم الآلي بإعداد تلك الآليات لمواجهة تحديات العالم الواقعي عبر الاستفادة من التجارب والحِكم المكتسبة خلال عملية التعليم