• صاحب المنشور: العنابي الجزائري
  
  ملخص النقاش:
  

  تعتبر التكنولوجيا ثورة حقيقية غيرت وجه العالم الحديث, وأثرت تأثيراً عميقاً على كافة المجالات بما فيها مجال التعليم. لقد قدم استخدام التقنيات الرقمية حلولًا جديدة ومبتكرة لتقديم المواد العلمية والمعرفية بطرق أكثر تفاعلاً وجاذبية للطلاّب. ومن أهم هذه الفرص هي قدرتها على توفير تعليم شخصي مخصص لكل طالب بناءً على احتياجاته وقدراته الفردية.

بالإضافة إلى ذلك، فقد أتاحت شبكة الإنترنت الوصول المفتوح للمعلومات والمصادر التعليمية العالمية، مما يسهل عملية البحث والتقييم الذاتي لدى الطلاب. كما أنها توفر بيئة تعليمية افتراضية تسمح بالتواصل بين المعلمين والمتعلمين بغض النظر عن المسافة الجغرافية. هذا النوع من التعلم الافتراضي أثبت فعاليته خاصة خلال جائحة كوفيد-19 حيث اضطر العديد من المدارس حول العالم لاستخدام طرق التدريس عبر الانترنت.

التحديات

رغم كل تلك الفوائد المحتملة للتكنولوجيا، إلا أنه هناك عدة تحديات تواجهها العملية التعليمية عند الاعتماد عليها بكثافة. أحد أكبر المخاوف هو احتمال زيادة العزلة الاجتماعية حيث يمكن أن يؤدي البقاء أمام الشاشات لساعات طويلة إلى ضعف المهارات الاجتماعية الحيوية مثل التواصل الوجه لوجه وفهم لغة الجسد وغيرها من مهارات اجتماعية أساسية.

كما يشكل عدم الاستعداد الكافي للإمكانيات الجديدة مشكلة كبيرة أيضًا؛ فليس جميع الطلبة متساوين فيما يتعلق بالوصول لهذه الوسائل الحديثة بسبب الاختلافات الاقتصادية والثقافية والأسرية. بالإضافة لذلك، فإن القلق بشأن الأمن المعلوماتي واحتمالية تسرب البيانات الشخصية للطلبة يعد مصدر قلق آخر للحكومات والمؤسسات التربوية المشرفة على إدارة هذا القطاع الحيوي.

في النهاية، يبدو أن مفتاح تحقيق أفضل استخدام للتكنولوجيا في قطاع التعليم يكمن في الجمع المتوازن بين الإيجابيات والسلبية المرتبطة بها، مع التركيز بقوة على كيفية دعم القدرات الشخصية والعلاقات الإنسانية بينما يستغل أيضا الامكانيات الجديدة التي تقدمها التقنية لإحداث تحسين كبير في جودة العمليات التعليمية.