- صاحب المنشور: راضية الجوهري
ملخص النقاش:في العصر الرقمي الحالي، أصبح لوجود التكنولوجيا دور بارز ومؤثر في حياتنا اليومية، ولا تختلف الحياة الأسرية عن ذلك. لقد أدخلت الثورة الرقمية تغييرات جذرية في طريقة تعامل أفراد الأسرة مع بعضهم البعض، حيث سهّلت التواصل الفوري والوصول إلى المعلومات بسرعة كبيرة. لكن هذه التغييرات لم تكن بدون عواقبها؛ فقد أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على الروابط والعلاقات داخل المنزل.
من جهة، توفر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإنترنت فرصاً جديدة للتواصل بين الأقارب والأصدقاء الذين يعيشون بعيداً، مما يساعد في تقوية الصلات الثقافية والتاريخية للأسرة. ولكن، الجانب السلبي لهذه التقنية يكمن في زيادة الانعزال الجسدي بين الأفراد بسبب الاعتماد الزائد على العالم الرقمي. هذا يمكن أن يؤدي إلى ضعف التواصل الشخصي والتفاعل الحميم الذي كان أساسياً في ترابط الأسر قبل ظهور الإنترنت.
بالإضافة لذلك، فإن الاستخدام المكثف للأجهزة الإلكترونية داخل المنزل قد يسبب انقطاع التركيز خلال المواقف الأسرية الهامة مثل تناول الطعام أو المناسبات الخاصة. وقد تساهم أيضاً في خلق بيئة مليئة بالتوتر والإزعاج بسبب الضجيج المستمر والمشتتات المتعددة. كما يُشكل الوقت الطويل أمام الشاشات تحدياً صحياً وجسدياً، خاصة بالنسبة للأطفال والشباب الذين هم بحاجة ماسّة للدعم الصحي والسليم لتطوير مهاراتهم الاجتماعية الحياتية.
وفي المقابل، هناك العديد من الإيجابيات التي يمكن استغلالها لصالح تماسك الأسرة واستقرارها باستخدام التكنولوجيا بصورة مدروسة. فالاستخدام التعليمي لها مثلاً عبر الدورات التدريبية والتعلم عن بعد يمكن أن يعزز معرفة ومهارات جميع أفراد العائلة بغض النظر عن الفروق العمرية والجغرافية. كذلك، يمكن استخدام التطبيقات الذكية لحفظ الذكريات وتوثيق اللحظات الجميلة ضمن حياة كل فرد بالسجل الرقمي الخاص به.
ختاماً، إن التنسيق الجيد للاستخدام المشترك لتلك الأدوات أمر ضروري للحفاظ على توازن متساوي بين فوائد وعوائق التصفح الشبكي والاستخدام المنزلي للمعلوماتية عموماً وكيفية تحقيق أفضل نتائج ممكنة لمنزل سعيد ومتماسك رغم اختلاف الآليات الجديدة.