في نهاية سورة الطلاق، يؤكد الله تعالى مجدداً قدرته الواسعة وعلومه التي تشمل جميع خلقه، حيث يقول: "الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن. يتنزل الأمر بينهن". هذه الآية تؤكد خلق الله لسماوات متعددة مثل سبع وإن كان عددها محددًا بالسبع، فهو رمز لإبداعه وكبريائه. هذا التصريح ليس سهلاً لإحصاء حدوده البشر، ولكنه دعوة للتوقف والنظر بالعجب أمام قوة خالقنا.
يتناول العلماء تفسيرات مختلفة لهذا النص القرآني المبارك. يُعتقد أن السماوات السبعة والأرضين أيضًا مرتبة بطريقة مدروسة ومخططة بدقة بواسطة الله. وفقاً للإمام ابن عباس رضي الله عنهما، فإن المساحة بين كل مستوى سماوي وبين المستوى التالي هي خمسمائة سنة سير على ظهر حصان ذو أجنحة، بينما تنبسط الطبقات الأرضية تحتنا بشكل مشابه.
تشير المتنزلات بين تلك الفضاءات — سواء كانت مرجعاً للأحداث التاريخية المرتبطة بتعاليم الإسلام أو للقضايا الطبيعية والمعجزات العلوم التي تحدث حول العالم - فهي مشيئة الله ودليل واضح على حكمته. يشجعنا القرآن الكريم عبر فهم هيكل الكون وفهمه بالتوسع في اعترافنا بقوة الله ومعرفته المطلقة بكافة الأمور.
وفي الوقت نفسه، يقودنا التفاهم العميق لقيمة هذه المعرفة إلى الامتنان والدعاء والصلاة والتضرع لله عز وجل؛ لأنه وحده القادر والمحيط بعلمه بكلThing صغير وكبير موجود داخل نطاق وجودنا الخارجي وفي أعماق واقع الحياة اليومية لدينا. لذلك يستحب لنا دائماً التسليم والخنوع لله والاستسلام لحكمه الرحيم والحكيم.
هذه الحقائق التي تكشف عنها آية الطلاق لها هدف واحد: توحيد قلوب المؤمنين وزيادة إيمانهم واحترامهم لمخلوقات ربنا العظيم وتأكيد ثباته ورحماته أبدا بإذنه سبحانه وتعالى.