أين ذهب الرمل؟
يقول غسان مهدواي عند محاولة خروجه من سجن كفاريونا عن طريق نفق
في البداية، كان الأسرى يخرجون الرمل من النفق المحفور، ومن ثم يذوبونه في شبكة الصرف الصحي عن طريق دفع كميات كبيرة من المياه. "كنا نرمي الرمل، والمياه تسحب تقول لنا هل من مزيد"، إلا أن ذلك لم يستمر طويلاً.
في أحد الأيام، وبعد حفر طويل تشكّل فيه نفق يمكن لثلاثة أشخاص الوقوف فيه، تنبّه الأسرى إلى أن مياه الصرف الصحيّ قد فاضت في ساحة السجن. على الفور، أوقف الأسرى عملية الحفر وتذويب الرمل، وقاموا بتفتيت صابونة وقطع من الخبز في مياه الصرف الصحيّ في محاولة للتغطية على قصتهم.
من وراء نافذة الغرفة، وقف غسان يراقب مسؤول الصيانة في السجن برفقة عماله يحاولون اكتشاف سبب انسداد الشبكة وفيضان المياه. كان أحد العمال يرفع في كل مرة يغيب فيه رأسه إلى الأرض حيث الفيضان حفنة من الرمل، فيزداد التوتر، "روّحت"، "خلاص الليلة على العزل"، "كشفونا".إلا أنهم لم "يكشفونا"
أجرى ضابط الصيانة ومسؤول الحرس جولة تفتيشية في غرف الأسرى، وأولها غرفة أصحاب الهروب، ولم يعثرا على دليل واحد. ثم أرسلوا قوة شرطية قامت بتفتيش مستلزمات الأسرى الأحذية، المخدات،الملابس، ومع ذلك لم يعثروا على حبة رمل واحدة عالقة بملابس الأسرى ولم يلتفتوا إلى البلاطتين "بوابة الحرية"
بعد "الفيضان الأول"، أوقف الأسرى الحفر لفترة وجيزة حتى تهدأ الأمور، ومن ثم عادوا للحفر ولكن غيّروا طريقة التخلص من الرمال. عن طريق الأقمشة الزائدة الموجودة لديهم خيّطوا أكياساً واستخدموها لتخزين الرمل المستخرج من الحفر.