الطريق الى الديرة٢ كان الجماعة وهي كلمة تعني قرابتنا في القريةوليس الأهل كما قد يفهم في مكة الق

الطريق الى الديرة-٢ كان "الجماعة" وهي كلمة تعني قرابتنا في القرية-وليس الأهل كما قد يفهم في مكة القديمة-، يزوروننا في مكة بعد اداء العمرة او الحج فنس

الطريق الى الديرة-٢

كان "الجماعة" وهي كلمة تعني قرابتنا في القرية-وليس الأهل كما قد يفهم في مكة القديمة-، يزوروننا في مكة بعد اداء العمرة او الحج فنستضيفهم ونستمع الى "علومهم" وحكاويهم عن الديرة مما مكننا من استيعاب باقي مراحل الرحلة جغرافيا واجتماعيا، ولكن ليس من رأى كمن سمع!

علمنا بان لشمرخ "عقبة" كأداء، لذا فقد يطلب السائق من الركاب النزول من السيارة لتخفيف الحمل بل احيانا لا بد وان يشارك الركاب في دفع السيارة او وضع الحجارة تحت عجلاتها لمنعها من الانزلاق نزولا ، كان الطريق صعبا ومتعبا وكنا متوترين خوفا من حدوث مالا تحمد عقباه فتنتهي الرحلة ونعود

تجاوزنا العقبة -والعقبة هي اعلى نقطة في سفح الجبل-فقابلتنا قرية تسمى "القوارير" من اول قرى زهران، لاحظنا ان صخورها رسوبية وذات أشكال غريبة حتى تخيلناها من قوارير الصرح الممرد لنبي الله سليمان، ثم توجهنا عبر قرية كبيرة قيل لنا بأنها "ربع اي ربوع قريش" وهي الأطاولة حاليا او بعضها.

ويبدو ان اسمها يرتبط بكون بعض أهلها ينحدرون من بيت النبوة، ثم وصلنا الى آخر الطريق من جهة بلاد غامد وهي رهوة البر، فنزلنا في قهوة عند مفرق الطريق الصاعد الى قريتنا "قرن ظبي"، كان صاحب القهوة يعرف والدي فرحب بنا واكرمنا بعسل وسمن وقرص من البر فانقضضنا عليه انقضاض الصقور على فريسة.

وبعدها أشار الوالد بضرورة التحرك لنصل القرية قبل حلول الظلام فلا زالت هناك عقبة اخرى فقريتنا هي الأقرب للسماء بين قرى المنطقة فكأنها قرن يختال على راس ظبي، كان الطريق اليها من هنا مفزعا لوعورته ومع ذلك كانت هناك كمية هائلة من شجر العرعر وكأنها جزء من غابة رغدان قديما!


حميدة الموريتاني

7 مدونة المشاركات

التعليقات