في السنوات الأخيرة، ازداد الوعي بدور اليود الحيوي في صحة الإنسان بشكل كبير. غالبًا ما يتم تهميش هذه العناصر الغذائية الدقيقة المهمة في النقاشات المتعلقة بالمواد المغذية حتى نبدأ في ملاحظة عواقب نقصها. يعتبر اليود عنصر أساسي للعديد من العمليات الحيوية داخل جسمنا، وخاصة فيما يتعلق بصحة الغدة الدرقية. سنستكشف هنا بعض الاكتشافات الحديثة التي تشير إلى أن تناول كميات كافية من اليود قد يكون المفتاح لتجنب العديد من الأمراض المرتبطة بهذه الغدة الصغيرة ولكن الحيوية.
فهم وظيفة الغدة الدرقية ودور اليود فيها
تقع الغدة الدرقية في الرقبة وهي المسؤولة عن إنتاج هرمونات هامة تنظم عملية الأيض وتطوير الجهاز العصبي المركزي عند الأطفال. تعتبر القدرة الفائقة للغدة الدرقية على تجميع اليود جزءاً أساسياً من تكوين تلك الهرمونات الضرورية؛ تيروكسين (T4) وثلاثي يودوثيرونين (T3). بدون توافر كميات مناسبة من اليود، تصبح قدرتها محدودة مما يؤدي لنقص في الإنتاج الطبيعي لهرمون الغدة الدرقية وبالتالي ظهور مشاكل صحية مختلفة.
آثار نقص اليود على الصحة العامة
قد تتراوح تأثيرات نقص اليود بين خفية وغير ملحوظة إلى شديدة ومعروفة مثل قصور نشاط الغدة الدرقية (Hypothyroidism)، وهو حالة شائعة جدا حيث لا ينتج الجسم ما يكفي من الهرمونات الدرقية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمشاكل نقص اليود أثناء الحمل أن تؤثر سلبيا على نمو دماغ الطفل وتطوره المعرفي وقد يتسبب أيضاً بمشكلة تسمى "العَوَقِخ".
ومع ذلك، فإن زيادة الاستهلاك قد تكون لها مخاطر أيضًا. فالتناول الزائد من مكملات تحتوي على نسبة عالية منه يمكن أن يؤدي لحالة تُعرف باسم فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism), حيث ينتج الجسم الكثير من الهرمونات ويحدث تسريع للأيض بما يشمل الأعراض مثل فقدان الوزن غير المرغوب فيه, الخفقان والقلق. لذلك يجب دائماً مراعاة تقديم الكميات المناسبة ضمن نظام غذائي متوازن ومراقبة مستويات الدم بواسطة اختبار بسيط للدم إذا كان هناك أي شكوك بشأن الحالة الصحية الخاصة بك.
تدابير فعالة لتعزيز استهلاك اليود
بالنسبة لأولئك الذين يعانون من خطر أقل للإصابة بنقص اليود بسبب ارتفاع مستوى توفره عبر نظام الغذاء الحديث، فإن البقاء ضمن الحدود الآمنة للإستهلاك اليومي المقترحة - حوالي 220-295 ميكروجرام لكل يوم بالنسبة للبالغين حسب العمر والجنس- يعد أمر ضروري للحفاظ على الصحة المثلى. أما بالنسبة للمجموعات ذات الخطورة الأعلى والتي تشمل النساء الحوامل والأطفال الصغار وكبار السن، فتكون الاحتياجات أعلى نسبياً. وهذا ينطبق بشكل خاص مع الأشخاص الذين لديهم موارد قليلة لهذه العناصر الغذائية الهامة الموجودة بشكل طبيعي في المحاصيل البحرية والمأكولات المصنوعة منها وكذلك منتجات الألبان المدعمّة بمادة iodized salt . وفي نهاية الأمر، تلعب الحميات النباتية دوراً مهماً إذ تتطلب دعم إضافي باستخدام المكملات الغذائية تحت اشراف طاقم طبي مختص للتأكد من الحصول على المستوى اللازم بناءً علي الظروف الشخصية والعمرانية والصحية للمستخدم.
وفي حين أنه ليس كل شخص يحتاج إلي مكمل غذائي يدخل اليوده إليه ، إلا إنه بالتأكيد يستحق النظر بعناية خاصة لدى اتباع حميه نباتيه او وجود تاريخ مرض خطير متعلق بالغده الدرقيه . حافظوا علي التواصل مع محترفين متخصصين لاتخاذ القرار الأكثر حكمة تجاه احتياجاتكم الخاصه !