- صاحب المنشور: رباب الحلبي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، أصبحت قضية استدامة الطاقة محورًا رئيسيًا في المناقشات العالمية. تتضاعف أهميتها خاصة بالنسبة لدول العالم الثالث التي تواجه مجموعة معقدة من التحديات البيئية والاقتصادية. هذا المقال يدرس كيف يمكن لهذه الدول التنقل في هذه المياه المضطربة نحو مستقبل أكثر استدامة باستخدام تقنيات وطرق جديدة لمصادر الطاقة المتجددة.
تحديات الوصول إلى الطاقة المستدامة في دول العالم الثالث
تواجه العديد من البلدان النامية عجزاً كبيراً في مجال توفير الكهرباء لمواطنيها. وفقاً لتقرير الأمم المتحدة، يعيش حوالي 789 مليون شخص حول العالم بدون كهرباء في عام 2016، ويتركز معظمهم في أفريقيا وآسيا. بالإضافة إلى ذلك، تعتمد الكثير من هذه المجتمعات على الوقود الأحفوري الذي غالباً ما يتم الحصول عليه بطريقة غير متاحة أو غير قانونية. وهذا ليس ضاراً بالبيئة فحسب، بل يشكل أيضاً خطراً صحياً مباشراً للمجتمع المحلي.
دور طاقات الرياح والشمس في الحل
تشكل طاقة الشمس وطاقة الرياح حلولاً طبيعية ومستدامة للعديد من المشاكل المرتبطة بالإمداد بالكهرباء. تكنولوجيا جمع وتحويل هذه الطاقات قد شهدت تطوراً هائلاً خلال العقد الماضي مما جعلها خياراً اقتصادياً وجدياً. في بعض المناطق الواقعة تحت خط الاستواء حيث الإشعاع الشمسي مرتفع للغاية، فإن تركيب الألواح الشمسية يمكن أن توفر كميات كبيرة من الكهرباء بتكلفة أقل بكثير مقارنة بالمولدات التقليدية. وفي أماكن أخرى مثل غرب الهند، تعد توربينات الرياح ذات الكفاءة العالية حلاً فعالاً لإنتاج الكهرباء.
التعاون الدولي والدعم الفني
لتطبيق هذه الابتكارات بشكل فعّال، هناك حاجة ماسّة للدعم الفني والمعرفي. الشراكات الدولية بين الجامعات والمراكز البحثية والجهات الداعمة للتنمية تساهم بشكل كبير في نشر هذه المعرفة والتكنولوجيا. مثلاً، مشروع "Solarooms" الذي بدأته جامعة هارفارد يساعد المدارس الحكومية الأفريقية الفقيرة ببناء نظام شمسي قوي قادر على إدارة المبنى بأكمله.
تشجيع السياسات المحلية ودور القطاع الخاص
من جانب آخر، يلعب التشريع السياسي دوراً حاسماً. الضرائب التحفيزية والاستثمارات الحكومية في مشاريع مصادر الطاقة الجديدة شجعت العديد من الدول الأولية على الانخراط في إنتاج الطاقة المتجددة. كما أدى دخول القطاع الخاص بقوة إلى قطاع الطاقة إلى زيادة القدرة التنافسية وخفض الأسعار. شركة "أورانجي سون"، وهي إحدى الشركات المصرية العاملة في مجال الطاقة الكهروضوئية مثال حي على كيفية عمل المؤسسات الخاصة القائمة محلياً.
التحديات المستقبلية والحلول المحتملة
رغم كل الجهود الحالية، لا تزال هناك عقبات أمام اعتماد كامل على مصادر الطاقة المتجددة. أحد أكبر هذه العقبات هو التقلب الطبيعي لهذه المصادر التي تحتاج للتخزين الصحيح للاستخدام عند الحاجة. كذلك، يعد الجدل حول عمر عمر التصميم والتخلص الآمن من المعدات القديمة مصدر مخاوف بيئية مهم. لكن البحوث العلمية تستمر في تقديم حلول مبتكرة كتلك المتعلقة بخلايا البطاريات الحديثة والتطبيقات الذكية للتحكم في الشبكة.
الخلاصة
مع أخذ جميع العوامل بعين الاعتبار، يبدو طريق استدامة الطاقة دقيقاً ولكنه ضروري. عبر استخدام واحتضان التقنيات الجديدة، واتخاذ القرارات السياسية المدروسة، وشراكات القطاعات المختلفة، بإمكان دول العالم الثالث تحقيق نهضة صناعية صديقة للبيئة وقابلة للاستمرار. الطريق واضح ولكن المسافة طويلة - دعونا نعمل سوياً