• صاحب المنشور: نور اليقين التونسي
  
  ملخص النقاش:
  

  أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية للعديد من الشباب العرب. بينما توفر هذه المنصات فرصًا للتواصل وتبادل المعلومات والترفيه، إلا أنها قد تحمل أيضًا آثاراً نفسية سلبية عديدة. يهدف هذا المقال إلى استكشاف تأثيرات وسائل الإعلام الاجتماعية على الصحة النفسية للشباب العربي، مع التركيز على التحديات التي تواجههم وكيف يمكن للمجتمع والدولة المساعدة في مواجهة هذه المشكلات وإيجاد حلول فعّالة.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي السلبي على الصحة العقلية

يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي خلق ضغوط كبيرة لدى المستخدمين بسبب مقارنة الذات المستمرة مع الآخرين. يعرض الأفراد عبر الإنترنت نسخة مصفاة ومختارة بعناية من حياتهم، مما يجعل الكثير يشعرون بعدم الكفاءة أو القصور عندما يقارنونها بحياة زملائهم الظاهرية المثالية. هذا الضغط يؤدي غالبًا إلى زيادة مستويات القلق والاكتئاب واضطرابات الأكل وغيرها من الأمراض الذهنية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التعرض المتكرر للتحرش الإلكتروني والمضايقات عبر الإنترنت يعد صدمة أخرى تؤثر بشدة على الصحة النفسية للشباب. حيث وجدت الدراسات أن الأشخاص الذين تعرضوا لمثل هذه التجارب كانوا أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) والأفكار الانتحارية.

دور المجتمع والدولة في دعم الصحة النفسية الرقمية

لتخفيف العبء النفسي الناجم عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، هناك حاجتان أساسيتان هما تعليم الجمهور وأنظمة تنظيميه صارمه:

1. التثقيف: ينبغي توفير الدورات التعليمية والتوعوية حول مخاطر الوسائط الرقمية والفوائد الصحية للاستخدام المسؤول لها داخل المدارس وخارجها. وهذا يشمل معرفة كيفية تحديد الغرض الحقيقي لهذه المواقع وكيف يمكننا اختيار محتوى آمن وصحي لنا ولغيرنا أيضا.

2. تنظيم المحتوى الرقمي: يجب وضع قوانين وقواعد حكومية لتقييد نشر الصور غير اللائقة والإساءة للأطفال والحفاظ على خصوصيتهم وحماية كرامتهم الشخصية. كما أنه ضروري فرض عقوبات رادعة لمنتهكي حقوق الآخرين عبر الانترنت.

الاستنتاج

إن فهم التأثيرات الجسدية والنفسية لشبكات التواصل الاجتماعي أمر بالغ الأهمية لإحداث تغيير إيجابي في حياة الشباب العربي. ومن خلال العمل الجماعي بين الفرد والمجتمع والحكومة، بإمكاننا بناء بيئة رقمية صحية تدعم رفاهية الجميع وتعزز نماذج العلاقات الإيجابية بين أفراد مجتمع واحد متماسك ومترابط.