- صاحب المنشور: شيرين القاسمي
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي، يواجه العالم تحديات كبيرة تتعلق بالأمن الغذائي نتيجة للتغيرات المناخية التي تؤثر بشكل غير مسبوق على الزراعة العالمية. هذه الظاهرة ليست مجرد قضية بيئية؛ بل هي أيضا عامل رئيسي يؤثر مباشرة على الأمان والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للدول. وفقا لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، فإن تغير المناخ يمكن أن يخفض إنتاج المحاصيل الرئيسية مثل القمح والأرز والذرة بمعدلات تصل إلى الـ 2% سنوياً بحلول عام 2050 إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية.
كيف يؤثر تغير المناخ على الأمن الغذائي؟
- تغيرات الطقس: يتسبب الاحتباس الحراري في حدوث تقلبات جوهرية، مما يؤدي إلى الجفاف الشديد أو الفيضانات المفاجئة والتي تلحق الضرر الكبير بالمحاصيل وتؤدي إلى خسائر اقتصادية هائلة.
- زيادة درجات الحرارة: ارتفاع حرارة الأرض يجعل العديد من المناطق غير مناسبة لزراعة بعض النباتات التي تعتمد عليها الشعوب كمصادر أساسية للغذاء. بالإضافة لذلك، قد تصبح بعض الأصناف معرضة أكثر للإصابة بالأمراض بسبب زيادة وجود الحشرات الناقلة لها.
- نقص المياه: استخدام مياه الري بكثافة أثناء الدورات المنتجة للمحاصيل يزيد بشكل كبير مع تسارع التصحر وتقلص موارد المياه العذبة. وهذا يعني تنافس أكبر بين قطاعات مختلفة للاستخدام المشترك لهذه الموارد محدودة القدرة.
- الانتشار البيولوجي: يمكن لتغيرات درجة الحرارة وكثرة هطول الأمطار تغيير نطاق تواجد الآفات والحشرات والميكروبات الطبيعية, مما يهدد سلامة الغذاء وأساليب الإنتاج التقليدية.
- التأثيرات الاقتصادية: تكلفة التأمين ضد الكوارث المرتبطة بالمناخ ترتفع باستمرار, حيث تشير تقديرات البنك الدولي أنها ستكون حوالي 285 مليار دولار بحلول العام 2050 لو استمرت المستويات الحالية من الانبعاثات الغازية الخطرة لسحب حراري عالمي يصل الى درجة واحدة فوق معدله قبل الثورة الصناعية. كما سيُحدث ذلك آثار عكسية على التجارة الدولية للمنتجات الزراعية وعلى وضعها السوقي أيضًا.
- القضايا الاجتماعية والنظام الغذائي: قد ينتج عن نقص الغذاء ظروف طوارئ إنسانية وتعريض حياة ملايين الأشخاص حول العالم للخطر، وكذلك فقدان المجتمعات لأنماط الحياة والتقاليد الثقافية المتعلقة بالنظام الغذائي الذي اعتادت عليه منذ قرون طويلة.
لذلك، أصبح تطوير استراتيجيات جديدة وفعالة لإدارة مخاطر المناخ أمرًا حيويًا للحفاظ على الأمن الغذائي العالمي وتحقيق الاستدامة البيئية والصحة العامة لكوكب الأرض بأكمله.