إذا ثبت طبياً أن بقاء التوأم في الرحم قد يؤدي إلى وفاتهما معاً، فإنه يجوز إسقاط أحدهما رجاء حياة الآخر، بشرط أن يكون ذلك قبل نفخ الروح. هذا ما ذهب إليه بعض العلماء، حيث قال الرملي رحمه الله: "الراجح تحريمه بعد نفخ الروح مطلقا وجوازه قبله". كما ذكر المرداوي رحمه الله أنه يجوز شرب دواء لإسقاط نطفة، لكن ابن الجوزي يحرم ذلك، بينما يرى ابن عقيل جواز إسقاطه قبل نفخ الروح.
ومع ذلك، يجب أن يتم هذا الإجراء قبل أربعين يوماً من الحمل، لأن الإسقاط بعد هذه المدة يكون أكثر تحريماً. كما ينبغي أن يكون احتمال سلامة الحمل مع وجود التوأم قوياً، فلا ينبغي العدول عن ذلك إلى ارتكاب المحظور.
في النهاية، يجب التأكد من أن القرار يتم بناءً على تقارير طبية موثوقة، وأن يكون الهدف هو إنقاذ حياة الأم أو أحد الأطفال. والله أعلم.