تأثير التكنولوجيا على الوظائف التقليدية: تحديات الفرص والتحولات

تُحدث الثورة الرقمية تحولاً كبيراً في بيئة العمل العالمية، مما يؤدي إلى ظهور وظائف جديدة وتضاؤل أخرى. هذا التحول الذي يقوده تقدم التكنولوجيا يطرح العد

  • صاحب المنشور: خلف العسيري

    ملخص النقاش:
    تُحدث الثورة الرقمية تحولاً كبيراً في بيئة العمل العالمية، مما يؤدي إلى ظهور وظائف جديدة وتضاؤل أخرى. هذا التحول الذي يقوده تقدم التكنولوجيا يطرح العديد من الأسئلة حول مستقبل القوى العاملة وكيف يمكن للأفراد والمجتمعات التأقلم مع هذه التحولات.

في السنوات الأخيرة، شهدنا انتشارًا واسعًا للذكاء الاصطناعي (AI) وأتمتة العمليات الآلية RPA)، والتي أثرت بشكل مباشر على عدد كبير من الوظائف التي كانت تعتمد سابقًا على الجهد البشري. وفقا لتقرير صدر عن منظمة العمل الدولية عام 2021، فإن حوالي 85 مليون شخص قد يفقدوا عملهم بسبب الأتمتة بحلول عام 2030. ولكن، رغم ذلك، هناك وجه آخر لهذه القصة حيث تشير الدراسات نفسها إلى أن نفس الدمج بين الإنسان والتكنولوجيا سيخلق أيضاً ما يقارب الـ97 مليون فرصة عمل جديدة خلال نفس الفترة الزمنية.

هذه المحصلة الصافية لها تداعيات هائلة على المجتمعات والفئات العمرية المختلفة. فمن ناحية، يشكل الشباب الذين يدخلون سوق العمل حالياً مصدر قلق خاص؛ إذ يتعين عليهم مواجهة المنافسة الشديدة من الروبوتات والبرامج المتقدمة. ومن هنا يأتي الحاجة الملحة للتوجيه والاستثمار الكبير في التعليم والتدريب المستمر لتحقيق المهارات اللازمة للحفاظ على قدرتهم التنافسية واستعدادهم لتعلم مهن جديدة باستمرار.

بالإضافة لذلك، ينبغي النظر أيضا إلى تأثيرات التغيير على الفئات الأكبر سنّا ممن ربما قضوا سنوات عديدة في أداء أعمال تتطلب جهد بشري صرف. هؤلاء الأشخاص مهددون بفقدان دخل ثابت ومصدر رزق قد يكون محدد لهويةهم الشخصية والعاطفية منذ عقود طويلة. ولذلك، يعد دعم عملية الانتقال التدريجي نحو نماذج عمل مختلفة أمر حاسم للغاية. وهذا يعني توفير فرص إعادة التأهيل والحصول علي دورات تعليمية متخصصة تساهم بإعادة تأهيل الأفراد وخوضهم في مجالات شغل أكثر قربا للمستجدات العلمية الحديثة.

وفي الوقت نفسه، توفر تكنولوجيات اليوم مجموعة غير مسبوقة من الخيارات للشركات الراغبة في توسيع نطاق عملياتها عالميًا، وبالتالي خلق طلب جديد لوظائف بعيدا عن مواقع الأعمال التقليدية. وقد برز دور العاملين عن بعد "الرومانيك" بصفته واحداً من أهم الأمثلة العملية لهذا الاتجاه العالمي الجديد.

وينظر البعض أيضًا إلى الاستراتيجيات البديلة مثل الإنتاج المشترك Human+Machine Production كوسيلة محتملة لموازنة جانب التكلفة مقابل مستوى الكفاءة والجودة. وهذه الطريقة تجمع الفوائد المتنوعة لكل طرف لإنجاز المهمة بأفضل طريقة ممكنة.

ختامًا، بينما تجلب التكنولوجيا طفرة كبيرة تغير طبيعة العمل, فهي تحمل كذلك الكثير من الإيجابيات والإمكانيات الواعدة بمستقبل أفضل لمن يستطيع الانسجام والسير جنبا إلي جنب مع هذه الموجة الجديدة من الاعتماد


وسيم بن زيدان

6 مدونة المشاركات

التعليقات