- صاحب المنشور: نوفل الدين بن شقرون
ملخص النقاش:
لقد غيّر التحول الرقمي وجه التعليم كما نعرفه؛ حيث أدخل التكنولوجيا الحديثة إلى الفصول الدراسية وأحدث ثورة في طريقة تعلم الأطفال. ولكن هذا الانتقال ليس خاليا من التحديات. بالنسبة للتعليم قبل المدرسة - وهو مرحلة حاسمة للتطور المعرفي والعاطفي الاجتماعي للأطفال-, هناك فرص هائلة وكذا مخاطر محتملة تأتي مع الاعتماد المتزايد على التقنيات الرقمية.
الفرص والطرق الجديدة لتقديم المحتوى التعليمي:
أصبح بإمكان المعلمين استخدام مجموعة واسعة من الأدوات الإلكترونية لجعل التعلم أكثر جاذبية وتفاعلية للأطفال الصغار. تطبيقات مثل "Toca Boca" و "Osmo" تقدم ألعابا رقمية تحفز الاهتمام العلمي والاستقصائي لدى الأطفال بطريقة مسلية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لأدوات الواقع المعزز والافتراضي إنشاء بيئة تعليمية غنية بالمعلومات التي قد تكون مستبعدة أو مكلفة بصورة تقليدية.
التواصل والتفاعل بين الأسرة والمدارس:
تعتبر مشاركة الأهل جزءًا حيويًا من نجاح الطفل الأكاديمي والشخصي خلال سنوات عمره الأولى. البريد الإلكتروني والمواقع الخاصة بالمدرسة ومنصات الوسائط الاجتماعية توفر قنوات فعالة للمعلمين لإبلاغ الآباء بأحداث الفصل اليومية والإنجازات الفردية وكذلك للحصول على مدخلاتهم حول سير العملية التعليمية.
المقايضة: المخاوف بشأن الاستخدام الزائد للتكنولوجيا:
رغم فوائدها الواضحة, يتوجب علينا أيضًا النظر بعناية فيما إذا كان الاعتماد الكبير على الشاشات يهدد بعض الجوانب الحيوية لهذا العمر الحرجة. فقد يشجع الوقت الطويل أمام الشاشة على انخفاض مستوى النشاط البدني وقد يؤدي إلى ضعف التركيز العام وانعدام مهارات حل المشكلات الحقيقية نتيجة عدم وجود تجارب العالم الحقيقي الكافية. علاوة على ذلك, فإن احتمالية تعرض البيانات الشخصية للأطفال للعرض غير المرغوب فيه تتطلب إجراءات أمن رقمي متينة للغاية .
الدعوة لموازنة التوازن الرقمي:
إن مفتاح تحقيق أفضل ما تقدمه تكنولوجيا المعلومات هو الموازنة الدقيقة لها بممارسات أخرى تمثل جوهر تعليم الطفولة المبكر مثل اللعب اليدوي والحوار الشخصي وتنمية المهارات الاجتماعية ضمن مجموعات صغيرة. ينبغي تطبيق القواعد الأخلاقية وضوابط الصحة النفسية عند تصميم واستعمال أي شكل جديد من أشكال التدريس حتى يتم اتاحة جميع مزايا العالمين التقليدي والdigitale لكل طفل يستحق فرصة عيش حياة مليئة بالإبداع والمعرفة والسعادة الصحية والنماءالشامل.