ورقة بن نوفل، خال عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وزوج خديجة بنت خويلد، شخصية تاريخية مثيرة للاهتمام حول مسألة اعتباره صحابياً. هناك اختلاف بين العلماء حول هذا الموضوع بناءً على تفاصيل حياته ووفاته.
وفقاً للمعلومات المتاحة، يبدو أن ورقة بن نوفل آمن برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكان واحداً من أوائل الذين صدقوه. ومع ذلك، فقد توفي قبل أن يتم دعوة الناس بشكل رسمي للإسلام. هذا يعني أنه عاش خلال "الفترة" التي سبقت الدعوة الرسمية للإسلام.
بعض العلماء، مثل الطبري والبغوي وابن قانع وابن السكن، ضمنوا اسم ورقة في قائمة الصحابة. بينما آخرون، مثل ابن كثير والحافظ ابن حجر، يشيرون إلى أنه رغم إيمانه، إلا أنه لا يمكن اعتبار صحابياً لأن وفاته جاءت قبل البدء الرسمي بالإسلام.
حتى أن بعض العلماء اتخذوا وضعاً وسطاً، حيث أكد البعض كابن منده وجود خلاف حول إسلامه، بينما اقترح الآخرون عدم اليقين الكامل بشأن حالة إيمانه الخاصة.
وفي النهاية، رغم الثناء الشديد الذي ذكره الحديث النبوي عنه، والذي يحظر سبّه ويصف مكانه بجنة أو جنتين، إلا أنه ليس هنالك اتفاق كامل بين العلماء على وصفه بأنه صحابي وفق التعريف التقليدي لهذا المصطلح.
على الرغم من كل هذه التناقضات، يبقى الأمر واضحاً أن ورقة بن نوفل كان رجلاً يؤمن بوحدة الله وبالتعاليم المسيحية قبل ظهور الإسلام. ومن الواضح أيضاً أنه دعم رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشدة حتى في مواجهة الاضطهاد.
