١/
السلام عليكم .
أرجو أن تكونوا ومن تحبُّون بخير .
في الآونة الأخيرة ، كثر الحديث عن مصالحة خليجيّة ( ربّما ) تتمّ ، وذاك ما كان ليكون - أعني الحديث عن مصالحة - إلا لظهور مؤشرات تشير إليها .
قبل قراءة ما يحدث ، من المهم التذكير ببعض ( البدهيّات ) في عالم السياسة .
٢/
أولاً /
الأزمة الخليجيّة - مجازًا نقول خليجيّة رغم وجود مصر - تسير منذ يومها الأول ضمن سياق إقليمي تؤثر فيه ، وتتأثر به !
ثانيًا /
لا يمكن أن تُقرأ السياسة بثنائية (أبيض / أسود) ، أو ضمن معادلة صفريّة ، أو بمعادلة خطيّة بلغة الرياضيات ؛ فالمنطقة الرمادية فيها تقول الكثير .
٣/
لفهم ما يحدث ، لا بد من قراءة تعتمد على بُعدَيْن :
الأول / تشابك الأزمة مع التطورات الإقليميّة .
الثاني / أبعاد الأزمة ضمن البيت الخليجي .
نبدأ بالبعد الأول .
منذ اليوم الأول لبدء الأزمة ، تشابكت خيوطها مع قوى إقليميّة ودوليّة ، وهذا أمر متوقّع ؛ بدءًا بروسيا شرقًا =
٤/
مرورًا بقوى داخل الإقليم تتمثّل في تركيا وإيران ، وليس انتهاءً بدول أوروبا وأمريكا .
إيجازًا سأتطرّق فقط لقوى الأقليم ؛ تركيا وإيران !
وجدت تركيا وإيران في أزمة الخليج فرصة للتسرّب عبر ثقوبها ؛ لممارسة دورَيْهما في ( العلن ) وأمام الجمهور هذا المرّة !
٥/
فالأتراك هبطوا أرض الدوحة بالبزّة العسكريّة في مشهد يعكس التناقض الحادّ بين معركة الأجداد في الوجبة ١٨٣٩ وموقف الأحفاد ٢٠١٧ !
سوّق الأتراك أن وجودهم العسكري للحماية ، وصوّر إعلام الجزيرة أردوغان الحليفَ الوفي!
أثبتت الأيام أن أردوغان كان يحمل بقفّازه الناعم بندقية احتلال !