١) أثناء قيامي بالتخلص من أرتال الملفات التي اتخمت مكتبي ومنزلي، وقعت على أوراق أعادت الى سطح ذاكرتي موقف خاص باللواء احمد الزهراني الذي كان يشغل منصب مدير سجن جدة قبل تقاعده.
رجل فاضل ،حسن الخلق،طاهر النفس. كنت القاه عندما اذهب الى السجن (الإصلاحية ) لإلقاء محاضرات على السجناء.
٢) سألته ذات يوم عن أشد المواقف حرجاً له خلال عمله في السجون ؟ فقال:صدرحكم بالقتل تعزيراً على امرأة نيجيرية لجلبها مخدرات وهي قادمه الى جده.
وأضاف: حضرنا يوم جمعه الى السجن لتنفيذ الحكم ففوجئنا ان معها طفلين توأم يرضعان منها، وطفلين اخرين يتعلقان بثيابها بعد وفاة أمهم
٣) عند ولادتها لأصغرهما في السجن دون ان يعلما عن مصيرها .
فطلبت- يضيف اللواء احمد: من اللجنه تأخير التنفيذ نصف ساعه واتصلت باللواء سعيدالقحطاني مديرشرطة منطقة مكه في ذلك الوقت (مدير الامن العام سابقاً) وأبلغته عن المسألة، وسألته: كيف نسلّم اطفال رُضّع لمندوب السفاره النيجيرية؟
٤) ومن سيتولى إرضاعهم؟
وطلبت منه أخذ توجيه الامير عبدالمجيد، أمير المنطقة الذي بدوره بادر باالاتصال بسمو وزيرالداخليه الأمير نايف،والذي قام بدوره بشرح الموضوع لسموالامير عبد الله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب الملك فهد في ذلك الوقت فأمرسموه على الفور بوقف القتل،والعفو عنها،
٥) وإبعادها الى بلدها فوراً معززة مكرّمه رحمةً باطفالها .
تم وقف القتل بفضل الله ثم بفضل "العقيد" أحمد الزهراني الذي كان حينها مساعداً لمدير سجون جدة.
حفظك الله،أخي أحمد، وقد حق للوطن، ان يفخر بك.تقبل تحيات محبك،
ورحم الله الاميرين نايف وعبد المجيد والملك عبدالله.
د.عمر الخولي