في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها السائلة الشابة المسلمة والتي تؤثر بشكل كبير على حياتها الأكاديمية والدينية، يقدم هذا المقال رؤية متأنية حول حكم شرعي مهم: السفر بدونهن المحرمات.
بالطبع، يشكل حفظ الدين أحد أهم الضرورات الخمس في الفقه الإسلامي، وهو ما يبرر أي تدبير صالح لتحقيق هذا الهدف المبارك. ومع الاعتراف بتحريم سفر المرأة بدون محرم باعتباره تحريماً وضعه علماء الدين لتفادي الفتن المحتملة، إلا أنه يجيز وفقاً لما ورد في آراء العلماء الكبار مثل الشيخ ابن تيمية وابن القيم رحمهم الله تعالى، السفر في حالات الدواعي الحيوية والحياة الطارئة - خاصة حين تكون هناك مخاطر كبيرة تهدد سلامتها الروحية والعقلانية.
وقد ذكر فقهاء كبار كالشيخ ابن قدامة رحمه الله حالة الأسرى الذين يتمكنون من الهروب من براثن الأعداء كمبادئ أساسية للسفر الذي يفوق حدود الاختيار المعتمدة عادة. بالإضافة لذلك، فقد اتفق جمهور الفقهاء على عدم قدرة امرأة مسلمة على مغادرة بلد الحرب (دار الحرب) بدون وجود مؤمن يأمنه مجتمع المسلمين، وذلك بسبب كون الإقامة فيها حرماً عندما تتعرض للإكراه العقائدي وخطر فقدان إيمانها ودينها.
وفي هذه الحالة الخاصة بالسائلة، حيث تتطلب دراستها الجامعية في الخارج وعدم توفر خيارات أخرى مناسبة، بالإضافة إلى المخاوف الأمنية المتعلقة بإمكانيات التواصل العائلية المستقبلية، يبدو أنّ تطبيق مبدأ "الحاجة تجيز التحريم" مناسب وملائم تماماً. فهناك ضرورة ملحة لصيانة دينها واجتناب الوقوع فريسة للأفعال المضرة وهي في موقع عرضة للاستهداف الشخصي الخطير.
ختاماً، بناءً على هكذا ظروف استثنائية تحديدا، يحق لكل امرأة شريفة وشجاعة مثلك السعي نحو تحقيق مطامحها العلمية والأكاديمية طالما أنها تستعين بسائر الوسائل المناسبة للتأكيد على احترامها لدوريتها ومعايير التعامل الاجتماعي المناسب نظراً لهذه البيئات الغربية الجديدة والخارجة عن نطاق ثقافتكم الأصلية.