"محبوبة المتنبي"
———————-
هل وراء كلّ شاعر عظيم امرأة؟ من هي المرأة التي سكنت قلب شاعر العربية الأكبر؟
عنتر وعبلة، قيس وليلى، جميل وبُثينة، كُثيّر وعزّة، المتنبي ومن؟
سوف نستعرض في سلسلة تغريدات هذه الحقيقة التي ظلّت غامضة دهراً طويلاً.. https://t.co/Lmx3izrQ7A
اهتدى العلامة الكبير محمود محمد شاكر "أبو فهر" إلى هذا الحب الغامض، يقول الإمام "مصطفى صادق الرافعي" عن "أبي فهر":
من أعجب ما كشفه من أسرار المتنبي: سرُّ حُبّه، فقال إنه كان يحب "خولة" أخت "سيف الدولة"، وهذا الباب من غرائب هذا البحث، ولم يهتدِ إلى هذا غيره على مدار التاريخ.
يقول محمود شاكر:
لما ماتت أختُ سيف الدولة الصغرى، وقف أبو الطيب يُعزّيه ويرثيها، ويُسلّيه ببقاء أخته الكبرى، فأنشد يقول:
إن يكن صبرُ ذي الرَّزيّةِ فضلاً
تكنِ الأفضلَ الأعزَّ الأجلّا
وطفق يمدحُ سيف الدولة، إلى أن قال:
قاسمتكَ المنونُ شخصينِ جَوراً
جعلَ القِسمُ نفسَهُ فيهِ عدلا
فإذا قِستَ ما أخذنَ بما غادرنَ
سرَّى عن الفؤادِ وسَلَّى
وتيقّنتَ أنّ حظَّكَ أوفى
وتبيّنتَ أن جَدَّكَ أعلى
فأبو الطيب يطلبُ من سيف الدولة أن يقيس أُختهُ الصغرى التي ماتت، إلى أختهِ الكبرى التي بقيت له، فإذا فعل ذلك كان سلوى له وتسريةً للهمِّ عن قلبه.
ولا ندري كيف يتفق أن يَخطُرَ لشاعرٍ أن يرثي امرأةً محجّبةً ماتت، أن يذكر أُخرى -وتكون أختها- ويعزّي أخاها بهذا العزاء الغريب؟ ثم يزيد فيقول له: إنك إذا فعلت ذلك الذي دللتكُ عليه، تيقّنتَ أن حظّك في بقاء هذا الكبرى أوفى من حظّ الموت في أَخذِ الصغرى!