في الإسلام، موضوع الرسم والتشكيل نهجه واضح ومعروف منذ العهد النبوي. يشكل صنع الصور التي تشبه مخلوقات الله تحدياً دقيقاً، خاصة عندما تتعلق تلك الأعمال بذوات الأرواح. استناداً إلى السنة النبوية، أكدت عدة أحاديث أهمية هذا الموضوع وحرمة خلق مثل هذه التصاوير.
الأحاديث الشريفة التي تدعم هذا التحريم واضحة وصريحة. فقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة..." (البخاري). وفي حديث آخر، وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم عمل المصوّر بأنه أحد الأمور المؤدية للعذاب الشديد يوم القيامة. وقال أيضاً: "من صور صورة... فإن الله لم يأمر بتصوير الصورة" (ابن أبي شيبه).
هذه الأحكام ليست موجهة فقط للمشركين ولكنها تشمل جميع المسلمين. ابن عباس رضي الله عنه، وهو واحد من أشهر التابعين، أخبر رجلاً يصنع الصور بأن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من جعل كل صورة مصورة فيها روحاً معاقبة له في النار. وقد وجه الرجل نحو رسم الأشجار والأشياء بدون أرواح كتوجه بديل.
بالإضافة إلى ذلك، تؤكد العديد من التفسيرات لشرح هذه الأحاديث على حرمة تصوير ذوات الأرواح بشكل كامل، سواء كانت مصنوعة من مواد نبيلة أو رديئة. حتى مجرد وجود الصورة على الثياب، الملابس، أو الدروع يعد حراماً حسب قول الفقهاء والمحدثين.
على الرغم من أن هذه القواعد تبدو صارمة، إلا أنها جزء هام من عقيدة المسلم وتعكس تقديسه لنعم الله وحدوده. إنها تنقل رسالة واضحة حول الاحترام الواجب لكل ما خلقه الله عز وجل.