ذكريات(نشرتها في كتابي بدون مقدمات):
١- في مثل هذه الأيام قبل ٥٠ عاما تقريبا وبعد أنتهاء الاختبارات تنتقل معظم الأسر المكية الى بستان مكة " الطائف" البلد الذي يقال أنه قطعة من بلاد الشام، في ذلك الزمن لم تكن ثمة مكيفات هواء فكان الناس ينامون على أسطح المنازل بعد تبليل الناموسيات
٢- ما كنا نعرف درجة الحرارة الا من خلال النشرة الجوية لطيبي الذكر النويلاتي ومن بعده العيوني، أما اليوم فنحن نبحلق في مؤشرات حديثة لدرجات الحرارة ساعة بعد أخرى في انتظار التئام ثقب الأوزون، رحلة الصيف الى الطائف كانت للمقتدرين فقط اما غيرهم فقد كانوا يقضون الصيف بمكة تحت لطف الله
٣- حتى اذا كان آخر يوم من الامتحانات جاءت سيارة نقل كبيرة فحملت كل ما بداخل البيت تقريبا حتى الثلاجة والتلفاز، ثم وضع الفرش والفراش فوق ذلك لينطرح فوقها الركاب، فتسير بهم هذه العربة سير الهوينى لا ريث ولا عجل و على وجوههم فرح وبهجة وفي قلوبهم شوق الى الطائف وما ادراك ما الطائف!
٤- الطائف حيث الهواء البارد والغيم والمطر والفاكهة بعيدا عن قيظ مكة -حرسها الله- وسمومها، حتى اذا بدأت السيارة في صعود جبل الُكر هبت نسائم باردة -ويلاحظ أن الصاعدين من مكة الى الطائف يمدون أيديهم كمجسات طبيعية لقياس التغيير في درجات الحرارة من نوافذ السيارات غير المكيفة طبعا-
٥- وعند منطقة المعسل تتوقف السيارة ليهبط الركاب لتناول ماء بارد تم جمعه من نبع المعسل ثم تبريده في الشراب -دوارق من الفخار-، ثم تكون المحطة التالية في أعلى الجبل في الهدا حيث يتم تناول الشاي في براريد -أباريق من الصيني- بعد تحضيره على الفحم يرافق ذلك ثلاجة ماء بزعم القوم !