- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
مع استمرار تطور التكنولوجيا وتزايد اعتمادنا عليها كجزء أساسي من حياتنا اليومية، ظهرت العديد من الأبحاث التي تبحث في التأثيرات المحتملة لهذه التقنيات الحديثة على صحتنا النفسية. يهدف هذا التحليل إلى توضيح العلاقة بين استخدام الوسائل الرقمية والسلوك النفسي لدى الأفراد المختلفة العمر والمستويات الاجتماعية والاقتصادية.
الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا
أصبحت الأدوات الرقمية مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة جزءاً لا يتجزأ من روتين الحياة اليومي للكثيرين حول العالم. وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة عام 2021, شهدت نسبة مستخدمي الإنترنت عالمياً زيادة كبيرة خلال السنوات الأخيرة حيث بلغت حوالي %63.9 بحلول نهاية العام نفسه. إن هذه الزيادة الكبيرة تعكس مدى الاعتماد الواسع للأفراد من مختلف الفئات العمرية والثقافية على شبكة الانترنت والتطبيقات عبر الإنترنت لأغراض التواصل والإعلام والترفيه وغيرها الكثير مما له انعكاس مباشر على صحتهم النفسية.
الآثار الإيجابية
على الرغم من وجود مخاوف بشأن تأثيرات التكنولوجيا السلبيّة محتملة، إلا أنها تحمل أيضاً عدداً من الفوائد الصحية والنفسية.
- التواصل الاجتماعي: يمكن للتكنولوجيا أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من الوحدة أو الصعوبات الاجتماعية على التواصل مع الآخرين بطرق أكثر راحة وأمانًا بالنسبة لهم.
- الوصول للمعلومات والدعم النفسي: تقدم المنصات الرقمية مجموعة متنوعة من الخدمات والاستشارات الطبية الخاصة بالصحة النفسية، والتي قد تكون مفيدة لمن يعيشون بعيداً عن مراكز العلاج المعتادة.
الآثار الجانبية السلبية
في المقابل، هناك جوانب سلبية مرتبطة باستخدام التكنولوجيا لفترة طويلة وبصورة غير مقيدة:
- الإدمان: تشير الدراسات إلى احتمال حدوث إدمان رقمي عند بعض المستخدمين، والذي يؤدي غالبًا إلى مشاكل نفسية مثل القلق والإجهاد والعزلة الاجتماعية.
- الصدمة الإلكترونية: التعرض المستمر لصور ومحتوى مؤذي عبر الإنترنت يمكن أن يؤثر سلباً على الحالة العاطفية والنفسيّة للحساس منها خصوصاً الأطفال والشباب.
- اضطراب النوم: النظر للشاشة قبل الخلود للنوم مباشرة يمكن أن يتسبب بتعطيل دورة النوم الطبيعية بسبب الضوء الذي ينبعث منه وهو ما يعرف بالسهر الرقمي؛ وهذا الأمر معروف بإلحاق الضرر بالنظام البيولوجي للجسم وبالتالي بصحة الإنسان العامة بما فيها حالته الذهنيه والعقلانية.
إن فهم تأثير كل جانب من الجوانب المرتبطة بالتكنولوجيا يتطلب المزيد من البحث العلمي المدقق وذلك لتحديد أفضل طرق لمواءمة تقنية عصرنا الحالي مع احتياجات البشر المعاصرين لحماية مجتمع اتصالات القرن الحادي والعشرين. فبالرغم من كونها نعمة حقيقية إلا أنه يجب علينا أيضًا الانتباه لما تحمله لنا تلك الثورة المعلوماتية الجديدة وما تستلزمه من تداعيات نفسيًا واجتماعيًا وجسدياً أيضاءُ!