- صاحب المنشور: حكيم الدين المهيري
ملخص النقاش:
في مجتمعنا الإسلامي، تلعب القيم والأخلاقيات دورًا حاسمًا في تشكيل رفاهية الفرد والصحة العقلية. يركز هذا المقال على كيفية تأثير هذه القيم، مثل التوكل والتواضع والرحمة، على الصحة النفسية للأفراد المسلم. سنستكشف كيف يمكن لهذه القيم الأساسية أن تعزز الاستقرار العاطفي والرفاه النفسي من خلال تحليل الأدبيات العلمية والدينية ذات الصلة.
التوكل والثقة في الله
يسلط القرآن الكريم الضوء على أهمية الاعتماد الكامل على الله فيما يتعلق بالرزق والحماية الروحية والجسدية ("إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين"). يوفر الشعور بالتوكّل راحة معنوية كبيرة للمسلمين الذين يؤمنون بأن كل حدث يحدث بناءً على مشيئة الله. الدراسات الحديثة تظهر ارتباطا قويا بين الإيمان الديني والاسترخاء الذهني مما يساهم في تقليل مستويات التوتر وبالتالي يحسن الصحة النفسية العامة.
الرحمة وتعزيز العلاقات الاجتماعية
من أكثر المفاهيم المركزية في الإسلام هي الرحمة تجاه الآخرين والمجتمع ككل. يشجع الدين المسلمين على تقديم الدعم والعطف لأولئك المحتاجين، وهو ما يعمل كمصدر كبير للسعادة ويحسن الحالة المزاجية للفرد عند مساعدة الآخرين. بالإضافة لذلك، فإن الانخراط الاجتماعي المنتظم بموجب تعليمات ديننا يقوي روابط المجتمع ويقلل الشعور بالعزلة عزلة والتي تعتبر عاملا رئيسيا للإصابة باضطرابات نفسية مختلفة.
تواضع القلب وقبول الذات
يتم تكرار فكرة المواظبة على الطاعات لتطهير النفس وخفض مكانتها أمام الرب عدة مرات داخل النصوص المقدسة. إن قبول وجود عيوب شخصية وفهم محدوديتنا البشرية يساعد الأفراد على تجنب الغرور والشعور بالنقصان المرتبط بنمط حياة حديث غالبًا ما يعطي الأولوية للتفاخر والإنجازات الشخصية فوق روحانية الإنسان الحقيقية. وهذا البديل الصحي للنرجسية قد أثبت فعاليته في الحد من حالات الاكتئاب واضطراب الوسواس القهري وغيرها من الأمراض التي تتضمن جنوحاً نحو "العظمة".
وفي نهاية المطاف، توفر التعاليم الإسلامية مجموعة فريدة ومتكاملة من الآليات لحماية وإصلاح الصحة النفسية لكل مسلم مقبل عليها بأمان ورغبة صادقتين.