ثريد :
في عام 1867 باعت الإمبراطورية الروسية شبه جزيرة ألاسكا التي كانت جزءاً من أراضيها إلى الولايات المتحدة نظير 7.2 ملايين دولار .. صفقة رآها الروس رابحة ورآها الامريكيون خاسرة لأنهم ظنو أن بلادهم إشترت صندوق ثلجي لا فائدة منه!
-فضل التغريدة https://t.co/uP27McNYLk
قبل 154 عاماً، وتحديداً في 18 تشرين الأول 1867، اشترت الولايات المتحدة الأمريكية ولاية ألاسكا من الإمبراطورية الروسية، والتي تزيد مساحتها عن 1.5 مليون كيلومتر مربع نظير 7.2 ملايين دولار، وألاسكا التي تعني بلغة السكان الأصليين (شعب الألويت) الأرض الكبرى أو الأرض الأم، والتي كانت تتبع للإمبراطورية الروسية حتى منتصف القرن التاسع عشر، تعد اليوم الولاية الأمريكية الـ49، والكبرى من حيث المساحة والأقل كثافة سكانية.
وتقع شبه جزيرة ألاسكا في أقصى شمال غرب القارة الأمريكية الشمالية، ويحدها من الشمال المحيط المتجمد الشمالي، فيما يحدها المحيط الهادئ من الجنوب والغرب، وتحدها كندا التي تفصلها عن الولايات المتحدة من جهة الشرق، بعد هزيمة الإمبراطورية الروسية على يد الدولة العثمانية في حرب القرم التي استمرت لقرابة ثلاثة أعوام، بين عامي 1853 و1856، والأزمة المالية الخانقة التي أعقبت الحرب، قرر الإمبراطور الروسي ألكسندر الثاني بيع شبه جزيرة ألاسكا التي اكتشفتها البحرية الروسية عام 1741، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بسبب قلة مواردها الطبيعية وصعوبة السفر إليها فضلاً عن برودة طقسها.
وإلى جانب طمعه في بعض الأموال من أجل إنعاش خزينة الدولة، كان لدى القيصر الروسي ألكسندر الثاني مخاوف حقيقية من أن تفقد إمبراطوريته ألاسكا دون أي تعويض مالي في حال حدوث نزاعات عسكرية في وقت لاحق.
فصعوبة الوصول إلى ألاسكا التي تقع في قارة أخرى، فضلاً عن صعوبة الدفاع عنها في حال نشوب حرب مع الولايات المتحدة أو الإمبراطورية البريطانية التي كانت تتمركز في كندا، كانت من أبرز العوامل التي دفعت القيصر الروسي إلى التخلي عن ألاسكا وبيعها للأمريكيين، وإلى جانب ما ذكر في بداية الثريد، كان الانقراض الوشيك لثعالب البحر التي تشكل المصدر الرئيسي لتجار الفراء الروس بجانب عدم اكتشاف الذهب والنفط بعد، من العوامل المهمة الأخرى التي دفعت روسيا إلى التخلي عن ألاسكا.
أطلق على عملية شراء شبه جزيرة ألاسكا التي صادق عليها مجلس الشيوخ الأمريكي، ووقعها الرئيس الأمريكي أندرو جونسون عام 1867 اسم "صفقة ألاسكا"، فبأمر من القيصر ألكسندر الثاني، تواصل السفير الروسي لدى واشنطن لويس بيدلال بشكل سري مع وزير الخارجية الأمريكي آنذاك ويليام سيوارد، وأعلمه برغبة القيصر في بيع ألاسكا، وبعد توقيع معاهدة الشراء في 30 آذار 1867، تعرضت الإدارة الأمريكية لهجوم حاد من قبل المعارضة والصحافة. وبينما أطلق البعض على الصفة اسم “حماقة سيوارد"، أشاد آخرون بعملية الشراء هذه ورأوا فيها تحركاً من أجل إضعاف كل من روسيا وبريطانيا كمنافسين للتوسع التجاري الأمريكي في منطقة الهادي
وهكذا انتقلت أراض بمساحة تفوق مليون ونصف كيلو متر مربع إلى الولايات المتحدة، كان معظمها تقريبا غير مأهول، وذلك لأن عدد السكان الروس آنذاك في سائر المنطقة لا يتجاوز 25 ألف شخص إضافة إلى 60 ألفا من الهنود الحمر والأسكيمو..
وفي يوم 18 تشرين الأول من عام 1867 رُفع العلم الأمريكي في ألاسكا. ومنحت صفة إقليم في عام 1912، قبل أن تصبح ألاسكا ولاية أمريكية يوم 3 كانون الثاني عام 1959، بعد مرور قرابة 30 عاماً على بيع الإمبراطورية الروسية ألاسكا للولايات المتحدة، وتحديداً في عام 1896، اكتشف الذهب لأول مرة بمحاذاة نهر كلوندايك، ومنذ خمسينيات القرن الماضي، تتوالى الاكتشافات المعدنية والنفطية التي تساهم في ازدهار اقتصاد الولاية بشكل مستمر، والتي كان من أبرزها اكتشاف حقل نفط شاسع في خليج "برودو"، تُقدر احتياطاته النفطية بنحو 13 مليار برميل.