التآلف والاجتماع في صلاة العيد: بين اتباع السنة والتعايش مع الاختلاف الفقهي

في قرية هندية يسكنها خمسة آلاف مسلم حنفي، عدا خمسين منهم ينتهجون نهج السلف، يواجهون تحديًا في صلاة العيد. يؤخر أهل القرية صلاة العيد إلى الحادية عشرة

في قرية هندية يسكنها خمسة آلاف مسلم حنفي، عدا خمسين منهم ينتهجون نهج السلف، يواجهون تحديًا في صلاة العيد. يؤخر أهل القرية صلاة العيد إلى الحادية عشرة صباحًا، مما دفع الخمسين شخصًا إلى التفكير في الصلاة بمفردهم.

من منظور شرعي، يشدد العلماء على أهمية التآلف بين المسلمين، حيث قال تعالى: "واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" (آل عمران: 103).

بالنسبة لصلاة العيد، فإن وقتها يبدأ عند ارتفاع الشمس قدر رمح بحسب رؤية العين المجردة، وهو الوقت الذي تحل فيه النافلة، ويمتد وقتها إلى ابتداء الزوال، وفقًا لجمهور الفقهاء. وبالتالي، فإن ما يفعله أهل القرية من تأخير صلاة العيد لا يخرج عن نطاق الشرع. ومع ذلك، يُنصح بتقديم صلاة عيد الأضحى لتوفير الوقت لذبح الأضاحي، وتأخير صلاة عيد الفطر لتوزيع صدقة الفطر.

على الرغم من وجود اختلاف في وقت صلاة العيد بين المذاهب الفقهية، إلا أن هذا لا يبرر الفرقة بين المسلمين. يجب على الخمسين شخصًا أن يجتمعوا مع أهل قريتهم على إمام واحد في صلاة العيدين والجمعة والجماعة. ومن المهم أن يتم التمييز بين ما يسع فيه الخلاف وما لا يسع، وأن يتم بيان السنّة للناس دون أن يؤدي ذلك إلى افتراق المسلمين.

في النهاية، توصية العلماء هي أن يجتمع المسلمون على إمام واحد وأن يتجنبوا الفرقة، وأن يتم التعاون على البر والتقوى.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات