- صاحب المنشور: إخلاص الدرويش
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحديث، أصبح العالم أكثر اتصالاً من أي وقت مضى. توفر التكنولوجيا العديد من الفوائد مثل الوصول إلى المعلومات والمعرفة بسرعة وكفاءة أكبر、المشاركة الاجتماعية والتعلم عن بعد。 ولكن هل لهذه التقنيات تأثير سلبي محتمل على صحتنا النفسية؟ هذا المقال سيستكشف التأثيرات المحتملة للتكنولوجيا على الصحة النفسية، مع التركيز بشكل خاص على المقارنة بين جيل الشباب وجيل الآباء والأجداد الذين نشأوا بدون هذه الأدوات الحديثة.
تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي واحدة من أهم أدوات الاتصال التي تقدمها التكنولوجيا في الوقت الحالي. رغم أنها تتيح فرصًا فريدة للمشاركة والعلاقات الشخصية عبر الحدود الجغرافية، إلا أنها قد تؤدي أيضاً إلى مشاكل صحية نفسية مثل القلق بشأن الظهور والتقييم الذاتي السلبي عند عدم الحصول على عدد كبير من الإعجابات أو التعليقات. وفقا لدراسات عديدة، فإن الأفراد الذين يقضون وقتا طويلا على الإنترنت يظهر لديهم زيادة في مستويات القلق والإكتئاب ومشاكل أخرى ذات صلة بالصحة النفسية.
بالإضافة لذلك، يمكن للتطبيقات الإلكترونية والموبايلات أن تعزز الشعور بالعجز والكسل لدى المستخدمين بسبب الاعتماد الزائد عليها لأمور بسيطة كانت تستوجب مجهود بدنيا سابقا. فمثلاً، استخدام الخرائط الإلكترونية بدل القراءة والخرائط التقليدية يمكن أن يؤثر سلبيا على مهارات التنقل والاستقلالية الذاتية. كما أن مشاهدة الفيديوهات والبرامج التلفزيونية لفترات طويلة دون حركة جسمانية يمكن أن يساهم في زيادة الوزن والسمنة - وهو عامل خطر معروف للإصابة باضطرابات الصحة النفسية.
مقارنة بين الأجيال
إذا نظرنا إلى الجيل الأكبر سنّا الذي لم يكن له تجارب مباشرة مع التكنولوجيا المتاحة حاليًا، نجد أنه كان يتمتع بحياة اجتماعية نابضة بالحركة تعتمد بشكل أقل على الشاشات وأكثر على التفاعلات الحقيقية وجهًا لوجه. كانوا يتعلمون المهارات العملية ويطورون قدرتهم على حل المشكلات بأنفسهم دون اللجوء إلى مساعدات تكنولوجية. وقد أثبتت الدراسات أن هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يعانون بدرجة أقل من الضغوط النفسية وانخفاض معدلات الاكتئاب مقارنة بأولئك الذين تربوا وسط عالم رقمي مكثف.
بينما يستطيع جيل الشباب الاستفادة من مزايا التكنولوجيا مثل التعليم عن بعد والوصول السريع للمعلومات، إلا أن ذلك يأتي بتكاليف نفسية محددة أيضًا. فقدان القدرة الطبيعية للتواصل مع الآخرين خارج الشاشة، والفوضى المعرفية الناجمة عن متعددة المهام المستمرة أثناء تصفح الشبكات الاجتماعية كلها عوامل تساهم بصورة غير مباشرة في تفاقم الحالة الصحية العقلية للفرد.
وفي النهاية، يبدو الأمر واضحا بأنه بينما تحتفظ التكنولوجيا بمزايا عظيمة وتوفر طرق جديدة لتحسين حياتنا اليوميه, فهي أيضا تحمل مخاطر تتطلب الانتباه والحذر منها خاصة فيما يتعلق بالصحة النفسية