تشهد السنة النبوية الشريفة أهمية خاصة لسلسلة "سبحان الله وبحمده"، والتي تعد إحدى كلمات الرحمة والمعونة للمسلمين. فقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- حديثان مهمّان يؤكد تقديس هاتين الكلمتين وأثرهما الكبير في حياة المسلم:
الدعوة الأولى: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
ورد في الحديث الأول للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كلِمتان خفيفَتان على اللِّسان ثقيلَتان في الميزان ... سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم". هنا، يتم تأكيد الثقل التأثيري لهذه الكلمات الخفيفة على النفس البشرية، وذلك بسبب فضلها العظيم وثقلها الأخروي.
الدعوة الثانية: سبحان الله وبحمده ألف مرة للغفران
وفي الحديث الثاني، أكّد النبي الكريم على أن قول "سبحان الله وبحمده" مئة مرة يومياً يحبط الخطايا، حتى وإن بلغ حجمها حجم بحر زبد. وقد توسع علماء المسلمين في تفسير هذا الحديث لتوضيح مدى قدرة هذه الكلمات على المغفرة. رغم أن البعض قد قصر تأثيرها على الذنوب الصغيرة، إلّا أن العديد منهم رأى أنها تشمل حتى ذنوب الكبر، طالما كانت مصاحبة بالتوبة الصادقة.
التوبة والشروط اللازمة
على الرغم من الفضل الواسع المرتبط بهذه التسبيحات، إلا أن شريعة الإسلام تؤكد ضرورة الصدق والإخلاص في الأعمال الصالحة والأفعال الطيبة. ليس القول وحده الكافي لما يعقب الذنب الكبير. بدلاً من ذلك، يجب الجمع بين الاعتراف بالذنب والاستعداد للتغيير واستعادة البركة والخير بالمغفرة الإلهية. كما تنصح النصوص الإسلامية بأن تكون أعمال الانشغال بالخطايا بعيدة تمامًا عن الوعي والاستمرارية، وأن يسعى المرء نحو تصفية القلب من الأفكار المتعلقة بها. عندما يستطيع الفرد القيام بذلك بإرادة قوية، حينئذٍ يمكن اعتبار الأعمال الصالحة فعالة في تخليص صاحبها مما ارتكبه سابقًا من أخطاء كبيرة وصغيرة أيضًا.
الثياب المناسبة للإتيان بهذا الأمر الديني
يمكن أن يردد المسلم دعاء "سبحان الله وبحمده" سواءً خلال فترة نهاره أو ليلاه، ولكنه يوجد توقيت محدد للاستفادة القصوى منه: عند دخوله حالة من الراحة والاسترخاء عقب أدائه لصلاة الظهر تحديدًا. فهو أفضل وقت لكثرة وقائع التذكر وقلة المشاغبات اليومية المعتادة للحياة.