قراءة | تمرة السعودية وجمرة إيران:

ليس سرًا أن من مصلحة السعودية نهوض #العراق سريعًا وزيادة مداخيله وإصلاح نظامه الاقتصادي، لأن ذلك يتماشى مع أهدافها لاستقرار الشرق الأوسط في خدمة رؤيتها 2030 - الماضية في طريقها بالاستقرار أو دونه -. وكذلك ليس سرًا أن مصلحة إيران الإبقاء على

العراق منهكًا لحماية مجالاتها الحيوية.

• فيما مضى كان صدام حسين يمثل تهديدًا للخليج وإيران، وكان من مصلحتهما أن يكون النظام السياسي ضعيفًا - دون المساس بمؤسسات الدولة والنظام الاجتماعي، وهي المرتكزات التي هدمتها الحرب الأمريكية وأغضبت السعوديين آنذاك وصفق لها الإيرانيون - https://t.co/uHE8DqLHZz

لأن هدف إضعاف أو تغيير النظام السياسي لا يعني تدمير الدولة ومؤسساتها ونظامها الاجتماعي، ومع تطور الأحداث والتغيرات السياسية، تطورت رؤى السعودية تجاه نفسها والمنطقة، وبكل شجاعة نفضت عن نفسها رداء التطرف والفساد وأعلن ولي العهد السعودي بكل وضوح أن رؤيته للمنطقة هي "أوروبا الجديدة“

ومن أحد أهم دول المنطقة هو #العراق الذي لم يعد يشكل تهديدًا بالغزو والاستيلاء القسري ضد جيرانه مايستدعي مواجهته وإضعاف نظامه السياسي، بل أصبح استنهاضه وتنميته ركنًا رئيسيًا في رؤية أوروبا الجديدة، وفي المقابل لايزال يمثل تهديدًا تاريخيًا لإيران وليس من مصلحتها أبدًا أن يعود قويًا

مستقرًا مستقلًا بقراره عنها، وهذا هدف استراتيجي إيراني فارسي لا حياد فيه، والشواهد التاريخية والمعاصرة في ذلك كثيرة لا جدال فيها، ومن أنجح طرقها هو استدعاء ثارات تاريخية ليس للجيل الشاب فيها لا ناقة ولا جمل، وطرد الاستثمارات الأجنبية بحجج واهية، ودغدغة العواطف بشعارات المقاومة https://t.co/2O8dkaQ9bE