العمل التطوعي: دافع للتغيير الإيجابي وتنمية المجتمع

### العمل التطوعي: دافع للتغيير الإيجابي وتنمية المجتمع يتبوأ العمل التطوعي مكانة بارزة بين القيم الإنسانية التي تشجع على تعزيز الروابط الاجتماعية وت

  • صاحب المنشور: كشاف الأخبار

    ملخص النقاش:
    ### العمل التطوعي: دافع للتغيير الإيجابي وتنمية المجتمع

يتبوأ العمل التطوعي مكانة بارزة بين القيم الإنسانية التي تشجع على تعزيز الروابط الاجتماعية وتعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه الفئات المحتاجة. يعتبر هذا النوع من الأنشطة نشاطاً غير ربحي يتم عبر تبرع الأفراد بمجهوداتهم وجهدهم لخدمة مجتمعاتهم المحلية أو العالمية بدون مقابل مادي مباشر. هدف هذه الجهود هو تحقيق فائدة عامة للمجتمع، سواء كان ذلك من خلال المساعدة في مشاريع البناء والتنمية، تقديم الدعم للأفراد الذين يعانون من ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، نشر الوعي حول قضايا هامة، أو حتى مجرد مشاركة الوقت مع الآخرين لدعم صحتهم النفسية والمعنوية.

في الإسلام، يُشيد بأهمية العمل التطوعي كوسيلة لتطهير النفوس وإظهار الرحمة والإيثار. كما يشكل فرصة سانحة للفرد لممارسة أهم القيم الأخلاقية مثل الكرم وحسن الخلق والتسامح. يحث القرآن الكريم والسنة النبوية على الإنفاق والعطاء، حيث يقول الله تعالى في سورة الصافات الآية 38: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا". بالإضافة إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يؤكد على فضل الصدقة بأنها تطهر المال وتحفظ الصحة.

من منظور تربوي واجتماعي، يساهم العمل التطوعي في بناء شخصية متكاملة لدى الشباب والأطفال منذ سن مبكرة. فهو يساعدهم على فهم الاحتياجات الحقيقية للمجتمع ويعلّمهم كيفية التعامل مع مختلف الطبقات العمرية والثقافية. كذلك يعزز المهارات الشخصية والمجتمعية كتكوين العلاقات الثقة بالنفس والحماس وحل المشكلات بروح جماعية. أما بالنسبة للدولة والمؤسسات الحكومية، فإنه يمكن اعتبار العمل التطوعي ركيزة مهمة ضمن استراتيجيات وأهداف التنمية المستدامة، خاصة وأن مبادرات القطاع الخاص غالباً تكون محدودة في نطاقاتها الجغرافية مقارنة بتغطية الجمعيات الخيرية المنتشرة فعلياً.

وفي ظل الظروف الاقتصادية المتغيرة عالمياً، تلعب جمعيات الأعمال التطوعية دورًا حيويًا في سد الفجوات الخدمات الأساسية للمحتاجين، مما يخفف الضغوط المالية التي تواجه الدول النامية والتي قد تؤدي إلى عدم قدرتها على تقديم خدمات الرعاية الصحية والتعليم وغيرها من الخدمات العامة الأساسية للسكان الفقراء. وبالتالي فإن الجهود الذاتية المبذولة من قبل أفراد وشركات تساهم بصورة فعالة ومباشرة لتحسين مستوى المعيشة لهذه الشرائح العاجزة اقتصاديًا واجتماعيًا.

ختاماً، إن العمل التطوعي ليس مجرد فعل خير وإنما هو نظام شامل ينمي الإنسان ويعكس مدى تقدم الأمم وثروتها الثقافية والفكرية. إنه دعوة مفتوحة لكل فرد ليشارك بوقته وخبراته لإحداث تغيير إيجابي داخل مجتمعاته الصغيرة والكبيرة أيضًا.


غازي القروي

2 مدونة المشاركات

التعليقات