- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
مع تزايد انتشار استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية الحديثة، أصبح الشباب العربي أكثر انخراطًا في عالم وسائل التواصل الاجتماعي. بينما توفر هذه المنصات فرص التواصل والتواصل مع الأصدقاء والعائلة حول العالم وتبادل الخبرات والمعرفة، فإن لها أيضًا آثاراً مهمة على الصحة النفسية لهذه الفئة العمرية. سنستعرض هنا تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب العربي:
الشعور بالوحدة والقلق الاجتماعي
على الرغم من كونها أدوات للتواصل، قد تساهم وسائل التواصل الاجتماعي في شعور بعض الشباب بالعزلة الاجتماعية. عندما ينشغل الأفراد بتعليقاتهم ومشاركاتهم عبر الإنترنت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل التفاعلات الشخصية الحقيقية والتقليدية مما يزيد من مشاعر الوحدة والشعور بعدم الانتماء لدى البعض. بالإضافة إلى ذلك، القلق بشأن الصورة الذاتية المثالية التي يتم عرضها عبر الشبكات الاجتماعية قد يخلق ضغطا نفسياً غير ضروري وقد يسبب اضطرابات في الثقة بالنفس.
الضغوط المرتبطة بالأداء الأكاديمي والمهني
تُظهر العديد من الدراسات وجود رابط بين الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي وانخفاض الأداء الأكاديمي لدى الطلاب الجامعيين. الوقت الذي يقضيه المستخدمون في تصفح الأخبار والمحتويات الترفيهية وغير ذات الصلة قد يأتي على حساب وقت الدراسة والدراسة الجدية. وبالمثل، غالباً ما تُستخدم هذه الوسائط أيضاً كأدوات للبحث عن عمل أو الترويج للمهارات ولكن قد تؤدي أيضا لتشتيت انتباه المهنيين وتعريضهم لمحفزات خارجية مثل المقارنة الدائمة مع المنافسين المحتملين.
الأمراض الجسدية والنفسية المرتبطة بالحصول على المعلومات الصحية
في حين أنها مصدر موثوق للحصول على معلومات صحية عامة، إلا أنه يوجد خطر كبير متضمن عند اعتماد المعلومات المقدمة مباشرة عبر شبكة الانترنت بدون مراقبة طبية محترفة. هذا الأمر شائع خاصة بالنسبة لحالات الاكتئاب والتوتر العالي حيث نشر خاطئ لأخبار وأبحاث علمية قد يدفع الأشخاص نحو تشخيص أنفسهم بصورة خاطئة أو يتبعون نصائح غير مناسبة طبيا.
أهمية التعليم الرقمي والحذر الإعلامي
لتقليل الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب العرب، هناك حاجة ملحة لعيش حياتنا رقميًا بحذر أكبر. يشمل ذلك تعليم الأولاد والبنات كيفية التعامل الصحي مع التقنية والاستخدام المسؤول لشبكات تواصل اجتماعية مختلفة. القدرة على تحديد المعلومات المسئية وتحري مصادر محتوى الإنترنت قبل مشاركته أمور حيوية لحماية سلامتهم العقلية والجسدية. علاوة على ذلك، التشجيع على حضور المحاضرات العامة المتعلقة بأمان الانترنت والصحة النفسية أمر مطلوب بشدة لدعم جيل المستقبل بكافة جوانب الحياة المعاصرة.
في النهاية، رغم كون وسائل التواصل الاجتماعي جزءا أساسيا من حياتنا اليومية، فإنه من الواضح أنها تحتاج لإدارة ذكية لتحقيق أفضل النتائج فيما يتعلق برفاهتنا النفسية والجسدية وللحفاظ على احترام خصوصيات الآخرين واحتراما لنفسه.