- صاحب المنشور: سليمة الموساوي
ملخص النقاش:
مع تطور العالم الرقمي وتزايد استخدام الإنترنت والمصادر الإلكترونية للحصول على الأخبار، تواجه وسائل الإعلام التقليدية العديد من التحديات. هذه الظاهرة ليست مجرد اتجاه مؤقت بل هي تحول استراتيجي يفرض تحديات جديدة ويتطلب استجابة متجددة من المؤسسات الإعلامية التقليدية. فيما يلي نظرة تفصيلية حول تأثير التكنولوجيا على الصحافة التقليدية:
التحولات الرقمية وأثرها على الصناعة
تعتبر الثورة الرقمية أحد أهم العوامل التي أثرت بشكل كبير على عالم الإعلام. مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وخدمات البث عبر الإنترنت، أصبح الجمهور أكثر ارتباطاً بهذه المنصات مما كان عليه الحال بالنسبة للصحف المطبوعة والتلفزيون. وفقًا لدراسة أجريت عام 2021، فإن حوالي %73 من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ١٨-٢٩ يستخدمون مواقع الشبكات الاجتماعية كأداة رئيسية لهم للاطلاع على أخبار حديثة. هذا الاتجاه نحو المحتوى الرقمي يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في إيرادات الإعلانات الصادرة عن الصحف والمجلات الورقية، حيث ينفق المعلنون أموالهم بشكل أكبر على الشركات الرقمية مثل جوجل وفيسبوك.
التحديات أمام الإعلام التقليدي
إن الانتقال من البيئة المكتبية إلى العمل عن بعد قد أدى أيضا لتغييرات كبيرة ضمن بيوت خبرية تقليدية تاريخياً. اضطرار موظفين للإنتاج بمفردهم تحت ضغوط وقت أقل للمراجعة قبل نشر المواد قد يعرض الجودة لمشاكل محتملة. بالإضافة لذلك، يتعين على ناشري الصحف البحث باستمرار عن طرق مبتكرة لإبقاء القراء مهتمين بما يتم تقديمه بعيدا عن المنافسة المتنامية غير المسبوقة والتي تشمل حتى شركات تكنولوجيه ذات طابع رقمي خالص. ومن الأمثلة الدالة هنا شركة أمازون الرائدة عالميا في التجارة الالكترونية والتي قامت بتوسيع نطاق أعمالها لتشمل إنتاج مسلسلات تلفزيونية وبرامج وثائقية تعرض مباشرة علي خدمات اشتراك البث الخاصة بها .
الفرص الواعدة والتكيف الاستراتيجي
على الرغم من كون الأمر محفوف بالمخاطر إلا أنه يوجد مجال لتحقيق مكاسب رغم ذلك بإتباع نهج جديد يقوم أساسا علي فهم احتياجات جمهور اليوم واستخدام الأدوات الحديثة لتلبية تلك الاحتياجات بطريقة أفضل ومبتكرة مقارنة بالنماذج القديمة المستخدمة سابقاً. إحدى الطرق الفعالة لفعل ذالك تكمن فى دمج عناصر الواقع المعزز داخل التقارير الاخبارية لجذب انتباه الشباب والشرائح العمرية الأصغر سنّا وذلك باتباع خطوات بسيطة كتلك المعتمدة حاليا لدى بعض المواقع الشهيرة مثل "نيويورك تايمز" وغيرها الكثير ممن بدأوا في استكشاف حدود التصوير ثلاثي الأبعاد وما يمكن تحقيقه مستقبلا باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الضخمة وإعطاء رؤى عميقة للأحداث السياسية والأزمات العالمية المختلفة بما يتماشى مع اهتمامات جمهوره الغالبية العظمى منه أصغر سنا بكثير عما اعتادته مؤسسات الإعلام الكلاسيكية سابقا والذي يعد مصدر قلق كبير لها الآن وللمستقبل القريب أيضا.
بالرغم من وجود مخاطر مرتبطة بخروقات خصوصية البيانات وانتشار المعلومات المغلوطة وغير الموثوق بها ،إلا انه يبقى هناك باب واسعا للتغيير نحو الافضل اذا تم التعامل بحكمة واتخاذ القرارات الصحيحة مبنية علی دراسة خاطفية لما يحدث بالفعل وسط مجتمع رقمى يغزو كل شيء وكل شخص حي حول العالم ويخلخل الأسوار الموجودة منذ فترات طويلة ويعيد رسم خارطة طريق جديدة تماما تؤكد مدى سرعة تغير العالم الذي نعيشه اليوم!