• صاحب المنشور: الشاذلي بن ساسي
  
  ملخص النقاش:
  ### تحولات الاقتصاد العالمي: التوقعات والتقلبات في ظل جائحة كوفيد-19

تسببت جائحة كوفيد-19 في اضطرابات غير مسبوقة للاقتصاد العالمي. أدى الإغلاق العام وفقدان الوظائف والتراجع الكبير في الاستهلاك إلى ركود عالمي عميق. ومع ذلك، رغم هذه الظروف الصعبة، هناك علامات على التعافي التدريجي مع مرور الوقت. هذا المقال يناقش التحولات الرئيسية التي شهدها الاقتصاد العالمي خلال الجائحة وكيف قد يشكل المستقبل بعد انتهاء الوباء.

أولاً، كان التأثير الأكثر لفتًا للانتباه هو زيادة الاعتماد على التجارة الإلكترونية. حيث اضطر العديد من الشركات إلى الانتقال بسرعة إلى الأسواق الرقمية لتلبية الطلب المتزايد للأعمال التجارية عبر الإنترنت. وقد أدى هذا التحول المفاجئ إلى تسريع نمو القطاعات المرتبطة بالتكنولوجيا مثل الخدمات اللوجستية والشحن والنقل المحلي بالإضافة إلى إنتاج البضائع المنزلية والإلكترونيات. كما شهدنا تغييرات كبيرة في عادات التسوق لدى المستهلكين والتي من المحتمل أنها ستبقى جزءا أساسيا من حياتهم اليومية حتى بعد زوال الوباء.

ثانياً، تسبب الركود الاقتصادي أيضًا في إعادة هيكلة الأسواق المالية العالمية بطرق لم تكن متوقعة سابقاً. فعلى سبيل المثال، شهدنا ارتفاع قيمة العملات الرقمية مثل البيتكوين وسط حالة عدم اليقين بشأن القيمة الحقيقية للممتلكات التقليدية مثل العقارات والأصول الأخرى ذات الأجل القصير. علاوة على ذلك، أعادت الحكومات النظر في دور الدولة في إدارة الاقتصاد الوطني واتخذت إجراءات استثنائية لدعم الأفراد والمؤسسات المتضررة مباشرة من تداعيات الفيروس.

خلال مرحلة التعافي، يمكننا توقع رؤية تغيرات واضحة أخرى مرتبطة بالتعليم عن بعد والصحة العامة. فمع انتشار التعليم الذكي واستخدام التطبيقات الرقمية للتواصل عن بعد بين الطلاب والمعلمين، سيصبح التعليم أكثر مرونة وقدرة على الوصول إليه جغرافيا وبنفس القدر لكل فرد مهما كانت ظروفه الشخصية أو الاجتماعية. أما فيما يتعلق بصناعة الصحة، فقد برز اتجاه واضح نحو اعتماد نظام الرعاية الصحية الافتراضية والذي يدمج خدمات telehealth وتطوير الأدوية وإجراء العمليات الجراحية باستخدام تقنية الواقع المعزز/الواقع الافتراضي AR/VR مبتكرة ومحسنة للغاية مقارنة بما سبق وأن تم تقديمه سابقا تحت نفس الاسم "الرعاية عن بعد". وهذا يعني زيادة الاتصال الفعّال بين المرضى والجهات العلاجية مما يؤدي لصالح كل منهما ويحسن نتائج المرضى بشكل عام سواء كانوا يعيشون داخل البلاد أم خارجها وذلك نظراً لانخفاض تكلفة التنقل وانتشار المنشآت الطبية الجديدة حول العالم اعتمادًا على الحاجة الواقعية لها نتيجة لهذه الثورة الرقمية الناجمة عن كورونا وما صاحبها من توجه جديد نحو ممارسة المهنة طبية ميدانية مختلفة وفي عدة مواقع مختلفة أيضا بفضل الانترنت!

وفي النهاية، فإن التحولات الكبرى التي تشهدها قطاعات اقتصادية رئيسيه الآن سوف تستمر حتى فترة طويلة عقب نهاية الجائحه وستكون محورية لتحفيز عملية تجديد جميع المؤشرات الدالة علي مستويات النمو الهائلة المنتظر تحقيقها بحلول العشر سنوات المقبلة سواء تعلق الأمر باستثمار رأس المال الخاص(Private Equity)أو المساعدات الحكوميه قصيره المدى ومن ثم توسيع دائره الفرص أمام المشاريع رائده الأن ضمن نطاق شرائح