الحمد لله، لقد ورد في السنة النبوية تحريم لمس غير الطاهرين للمصحف الشريف. فقد ذكر كتاب عمرو بن حزم الذي كتبه النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن: "ألا يمس القرآن إلا طاهر". يشمل هذا التحريم كلاً من الحدث الأصغر والأكبر.
والكافر جامع بين النوعين؛ فهو لا يغتسل مما يصيب جنابته، وإن اغتسل فلن يجزئه ذلك. لهذا، اتفق جمهور العلماء على منع الكفار من لمس المصحف. وعليه، فإن حضور غير المسلمين لشراء مصاحف بهدف تقديمها كمهديات لأصدقائهم المسلمين لا يحل المشكلة.
على الرغم من سماحة الإسلام ورقته، يجب الالتزام بتعاليم الدين فيما يتعلق بهذه الأمور. لذلك، يُفضل توجيه العملاء غير المسلمين نحو منتجات أخرى تناسب اهتماماتهم الدينية المختلفة أو طلب منهم الحصول على مصاحف من أماكن تم تخزينها وفق الضوابط الإسلامية التي تضمن عدم تعرضها للأحداث المحرمة. إنها مسؤوليتنا جميعًا -ضمن منطقتنا الثقافية والدينية- تطبيق أحكام الشريعة ونشر المعرفة بها بروح محبة واحترام لكل المجتمعات.