- صاحب المنشور: عزوز الراضي
ملخص النقاش:
في العصر الحالي الذي يتسم بالتقدم التكنولوجي المتسارع، أصبح للكتابة والتعلم عبر الشاشات تأثير كبير. هذا التحول قد يغير الطريقة التي نتفاعل بها مع الكتب والمواد القرائية بطرق لم يكن مقدراً لها قبل سنوات قليلة مضت. يشهد العالم تحولا كبيرا حيث تتزايد شعبية الكتابات الإلكترونية والأجهزة الذكية التي يمكنها الوصول إلى ملايين الكتب بنقرة واحدة. لكن هل هذه التطورات ستشكل نهاية للقراءة التقليدية؟ وهل سيستمر الناس في تقدير قيمة الورق والحبر كما كانوا دائما؟
التأثيرات الإيجابية للتحول الرقمي:
- التكلفة والفائدة: تعتبر الكتب الإلكترونية عادة أقل تكلفة بكثير مقارنة بالكتب المطبوعة، خاصة عندما تأخذ في الاعتبار المشتريات الدولية أو الاستعارة الرقمية. بالإضافة لذلك فإن العديد منها مجاني تماما، مما يعزز سهولة الوصول للمعرفة. أيضا، توفر الأجهزة الذكية مثل الأقراص والقارئات الإلكترونية بيئة خالية من الضوء الشرقي والأضواء الجانبية غير المرغوب فيها والتي غالبا ما تعيق تجربة القراءة عند استخدام المصابيح اليدوية.
- سهولة البحث والتخصيص: تسمح محركات البحث بتحديد المواضع الدقيقة داخل الملف الرقمي ويمكن استخدامه بحثاً عن معلومات محددة بسرعة وبأقل مجهود. بالإضافة أنه من الممكن تغيير حجم الخطوط وأسلوب طباعتها لتناسب احتياجات القراء المختلفين وقدراتهم البصرية المختلفة.
- الإمكانيات التعليمية: باستفادتها من الوسائط المتعددة (الصوت والفيديو)، فإن المحتوى الرقمي يستطيع تقديم وجهات نظر أكثر شمولاً وغنية للتجارب التعليمية.
الجوانب السلبية وإشكاليات الحفاظ على "القراءة التقليدية":
- العلاقة الشخصية بين الإنسان والكتاب: هناك شكوك حول قدرة وسائل الإعلام الجديدة على خلق نفس مستوى الانغماس والعاطفة المرتبط عادة بالقراءة الصامتة باستخدام كتب ورقية حقيقية. بعض الأشخاص يحبون الشعور المادي لفتح كتاب ورقي جديد وشمه ويجدون ذلك جزءًا مهمًا من عملية التعلم الخاصة بهم.
- إساءة استخدام الشاشة: النظر مباشرة للشاشة لفترة طويلة يؤدي لأعراض جسدية مؤقتة ومشاكل صحية محتملة على المدى الطويل مرتبطة بالنظر والصحة العامة العامة للجسم عموما.
- مشاكل تقنية ومتعلقة بالحفظ: رغم توافر الخيارات الفورية والتخزين الكبير إلا انه تبقى مشكلة فقدان البيانات نتيجة للأعطال البرمجية أو الفيروسات وغيرها من المخاطر الأمنية المعروفة جيدًا بالنسبة للنظام الرقمي الواسع الانتشار حالياً والذي يميل للإحتكار والإقصاء التدريجي لأنظمة المعلومات الأخرى ذات الطبيعة التقليدية القديمة نسبيا.
وفي النهاية يبقى السؤال قائمًا حول كيفية موازنة كل تلك العوامل لتحقيق أفضل حالة ممكنة سواء كانت متعلقة بإنتاج المعرفة وانتقالاتها أم للاستمتاع