في الإسلام، يعدّ ذبح العقيقة تقليدًا تقليديًّا يُمارس فور ميلاد طفل جديد، وهو مستحبٌ وفقاً للمذهب المالكي والحنبلي والحنفي. ومع ذلك، قد تنشأ ظروف مختلفة تؤثر على القدرة على اتباع هذه التقاليد فورياً. وفي حالتك الخاصة، حيث تعيش في فرنسا بينما تبقى زوجتك في سوريا أثناء الولادة، يسمح الدين بالتأجيل بشرط وجود سبب مشروع.
تشير النصوص الدينية مثل الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو داود وغيره حول "كل غلام رهينة بعقيقته"، إلى أهمية إجراء العقيقة خلال سبعة أيام منذ الميلاد. ومع ذلك، يشير علماء كبار مثل اللَّيث بن سعد وابن القيم والمجامع الفقهية المعاصرة أيضًا إلى احتمال قبول الذبيحة ولو حدث التأخير بسبب ظرف قاهر أو تحقيق مصالح أكبر.
على سبيل المثال، ذكر الفقيه الشهير الشيخ صالح الفوزان أنه ليس هنالك ضرورة ملزمة لإجراء العقيقة تحديدًا في أول سبعة أيام؛ إذ يمكن القيام بذلك لاحقًا عندما تسمح الظروف بذلك بشكل أفضل لك ولزوجتك. بالإضافة لذلك، يتمتع الآباء بحقوق كبيرة تجاه أبنائهم بما فيها تحمل مسؤولياتهم المالية المتعلقة بالعقيقة وغيرها من الأمور التي تتعلق برعاية الطفل ورعايته.
لذلك، وبناءً على تلك الاستشارات الشرعية، يمكنك الاطمئنان بأن تأجيل العقيقة لأجل دخولك لسوريا والقيام بها برفقة زوجتك جائز تمامًا. وهذا لن يؤثر مطلقًا على صحتها كسنّة نبوية مقدسة. فقط احرص دائمًا عند إقامة الشعائر الدينية على مراعاة الضوابط المشروطة في وقتها ومكانها المناسبين قدر المستطاع لتحقيق البركة والإخلاص لله تعالى.