تناول العديد من العلماء معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة". ومع ذلك، فإن السياق الأصلي لهذا الحديث يتعلق بالرؤى الصادقة وشأنها، وليس بمناقشة تفاصيل دقيقة حول أجزاء النبوة.
وفقاً للسنة والتوقيف الإسلامي، فإن الرؤيا الصالحة للمؤمن - وهي تلك التي تأتي صادقة ومطابقة لما حدث بالفعل أو سوف يحدث مستقبلاً - تعتبر مشابهة لحالات الوحي خلال فترة النبوة. أما التفاصيل الدقيقة لتلك الأجزاء الأربع والأربعون الأخرى فهي علوم خاصة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي لم يترك لنا توضيحات بشأنها بشكل محدد. وبذلك، فإن هذا النوع من المعلومات خارج نطاق فهم البشر العام ودون أهمية عملية كبيرة نظرًا لانقطاع رحلة النبوة وانطباق نعمة الكرامة الإلهية عليها وحدها.
وفي تعليق له، أوضح الشيخ ابن عثيمين أن المقارنة بين رؤية المؤمن وحقائق النبوة تكمن في مصداقيتها وثبات مضمونها، رغم الاختلاف الواضح بين طبيعة كل منهما. وقد تم اختيار العدد "ستة وأربعين" بناءً على الأحكام والسُّنن التقليدية للإسلام، وليس بسبب أي حكم منطقي يمكن استخلاصه منه.
وبالتالي، فلنرعى أسرار الرؤى الصادقة ونعتبرهن هدية مقدسة من رب العالمين، تؤكد اتصالنا الروحي بالإسلام وتعكس حضوره الدائم في حياتنا اليومية.