بالرغم من الاعتقاد الشعبي الواسع بأن عقد النكاح ينبغي أن يتم في المسجد، إلا أنه ليس هناك أي حديث صحيح يدعم هذا الرأي حسب علماء الفقه الإسلامي. الشيخ ابن عثيمين، أحد أشهر الفقهاء المعاصرين، أكد عدم وجود دليل شرعي لهذا الاستحباب. ومع ذلك، فإن القيام بعقد النكاح أثناء صلاة الجمعة أو خلال وقت عبادة آخر كالصلاة الظهر مثلاً أمر جائز وليس محظورًا.
أما بالنسبة لسؤالك حول موقع عقود زواج بنات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر بعض المؤرخون أنها ربما كانت تتم في منزلهم الخاص أو مكان عمومهم الاعتيادي. ولكن هذه التفاصيل ليست موثقة بشكل قاطع في النصوص التاريخية المتاحة لنا.
هذا الأمر يعكس التوازن بين التقاليد الثقافية والعادات الاجتماعية وبين الأحكام الشرعية الإسلامية. فالاستراحة الصحية للعلاقات الإنسانية يمكن تحقيقها حتى خارج حدود المؤسسات الدينية الرسمية مثل المساجد. وفي الوقت نفسه، تحتفظ العقيدة الإسلامية بقواعد وقوانين واضحة تحدد كيفية أداء مراسم الزفاف بطريقة تتماشى مع مبادئ الدين الإسلامي. إن احترام هذه القواعد يساعد المجتمع المسلم على الاحتفاظ بتراثه الأصيل وتعاليمه السامية بينما يبقى متفتحاً ومتكيفاً مع تطورات الحياة الحديثة.