• صاحب المنشور: طاهر الدين النجاري
  
  ملخص النقاش:
  تُحدث وسائل التواصل الاجتماعي ثورة في حياتنا اليومية، حيث تُغيّر طريقة تواصلنا وتفاعلنا مع العالم. ومع هذا الانتشار الواسع لهذه المنصات الرقمية، برزت مخاوف بشأن الآثار المحتملة لها على الصحة النفسية للمستخدمين. يهدف هذا المقال إلى استكشاف العلاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمشكلات المتعلقة بالصحة النفسية، وتحليل الدراسات والأبحاث الحالية لتقييم مدى تأثير هذه الوسائل على الأفراد.

**الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي ومخاطر الصحة النفسية**

تشير العديد من الدراسات الحديثة إلى وجود ارتباط بين الاستخدام المطول لوسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وإنستغرام وتويتر وبين زيادة مشاعر القلق والاكتئاب وانخفاض الرضا العام بالحياة [1]. يعتقد الباحثون أن مقارنة الذات باستمرار بما ينشره الآخرون قد يؤدي إلى شعور بالنقص وعدم الكفاءة الذاتي ([2](https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4888963/) ). بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم التفاعلات عبر الإنترنت التي غالبًا ما تكون غير شخصية وغير مباشرة في الشعور بالعزلة الاجتماعية والشعور بالانعزال ([3](https://doi.org/10.1016/j.jad.2017.07.005)).

**العوامل المُحفّزة للاضطرابات النفسية**

يُسلِّط الضوء بعض الأبحاث على الدور الذي تلعبه الجوانب النفسية الشخصية للأفراد فيما يتعلق بتأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على صحتهم النفسية. الأشخاص الذين يعانون أصلاً من اضطرابات نفسية كالاكتئاب أو قلق المخاوف قد يشعرون بمزيدٍ من التأثر السلبي عند التعامل مع هذه المنصات بسبب حساسياتهم المعينة تجاه محتوياتها وانتشار مواضيع معينة عليها([4](https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/26285573/)). كما تلعب القدرة على التحكم في الانفعالات دورًا مهمًا؛ إذ يبدو أن تلك المهارات تساعد الفرد على إدارة آثار الضغط النفسي الناجمة عن استخدام الشبكات الاجتماعية بشكل أفضل ([5](https://psycnet.apa.org/record/2017-10798-001)).

**آليات الوقاية والتدخل المبكر**

رغم الطبيعة المعقدة للعلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والصحة النفسية، فقد اقترحت عدة خطوات فعالة لتحسين تجارب المستخدمين ومنع تفاقم المشكلات المرتبطة بها. تشمل هذه الخطوات وضع حدود زمنية مناسبة لاستخدام الهواتف المحمولة ومنصات التواصل المختلفة، اختيار نوعية عالية للجماهير المتابعة، التركيز على الأنشطة الواقعية عوضاً عن التفاعل الإلكتروني طوال الوقت، واستخدام أدوات مراقبة الشاشة الداخلية لمنصات التواصل نفسها والتي تسمح بحظر أنواع معينة من المحتوى([6](https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/mental-health-suicide-prevention)).

إن فهم تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية أمر حيوي لكلا المستخدِمين والمطورين للشبكات الرقمية على حد سواء. تتطلب المقاربة المدروسة لمثل هذا الموضوع توفر قاعدة بيانات بحثية واسعة وقنوات تعليم وتوعوية ذات جودة عالية لدعم مستخدمينا ضد أي مضاعفات محتملة.

مراجع:

[1] Twenge, J. M., Joiner, T. E., Rogers, M. L., & Martin, G. N. (2018). Increases in Depressive Symptoms, Suicide-Related Outcomes, and Suicidal Behaviors Among US Adolescents Over the Past Decade and Links to Smartphone Use. Clinical Psychological Science, 6(1), 3–17. https://doi.