يرى إيفان إليش: بأن التعليم الإلزامي ما هو إلا مظهر من مظاهر الاعتداء على حريات الأفراد، والذي يحمل في عمقه روحًا تسلطيّة، إذ كيف يُجبر طفل على الجلوس في مكان واحد، كل يوم ولست ساعات متواصلة، يتخللها استراحة لبرهة وجيزة، وبعدها يتم العودة إلى مقاعد الدراسة !
?"مجتمع بلا مدارس"
يقوم نظام المدارس الحالي على مبادئ "الامتيازات الهرمية"،ذلك أنّ الذي يقضي زمنا أطول في المدارس ويحصل على شهاداتها يتبوأ مكانة أرقى في المجتمع "ابتدائي، ثانوي، كلية مجتمع، بكالوريس، ماجستير، دكتوراه..." ويعرّف النظام المدرسي الحالي المزايا التي يحصل عليها الخريج بحسب المعطيات ..
التي يوفرها المجتمع القائم للإنسان وليس بحسب أهمية هذه المزايا وضرورتها، والتي هي في معظمها معطيات استهلاكية تنافسية تتجه نحو استهلاك المنتجات التقنية التي تفرزها المؤسسات التي تسعى نحو المحافظة على الشرائح المستهلكة في وضعها الحالي.
مبدأ التدجين:
لا تكتفي المدارس الحالية بتدجين الأطفال للاستجابة لقيم مجتمع الاستهلاك فحسب، بل تحاول جعل الإنسان مدمنا لهذه القيم، وغير قادر على نقدها، فيصير كائنا مطيعا يفتقر إلى ملكة النقد. وهذه واحدة من أسس العصر الصناعي التي استهدفت أن يؤدي الإنسان دورا محدودا في المجتمع ..
من خلال عملية الإنتاج دون أن يكون له حق في تغيير هذا الدور.
وكأنّ المسألة هي تعاقد غير مبرم بين حركة السوق والنظم السلطوية أساسه تفاهمات ضمنية قائمة على حاجات السوق التي تفرضها على الدولة والتي بدورها تعممها اجتماعيا عبر أذرعها الإعلامية والقانونية ..