- صاحب المنشور: ضحى الدرقاوي
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، برزت التكنولوجيا كعنصر رئيسي في حياتنا اليومية، حيث أثرت بشكل كبير على مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. واحدة من أكثر المجالات تأثراً هي العلاقات الأسَرية، والتي شهدت تحولات عميقة بسبب انتشار الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية وغيرها من الأدوات التقنية المتطورة. هذه القطعة ستبحث في الآثار الإيجابية والسلبية للتكنولوجيا على الوحدة الأسَرية وكيف يمكن تحقيق توازن أفضل لتجنب أي سلبيات محتملة.
يستطيع الأطفال والشباب التعلم والتفاعل مع الآخرين عبر الإنترنت، مما يعزز مهارات التواصل لديهم ويوسع فهمهم للعالم من حولهم. توفر الشبكات الاجتماعية فرصًا للتعارف وتبادل الخبرات والمعرفة، وهو أمر مفيد خاصة أثناء فترات الحجر الصحي والحظر المفروضة مؤخرًا نتيجة جائحة كوفيد-19. كما أنها تسهل التواصل بين أفراد الأسرة الذين قد يعيشون بعيداً جغرافياً، وذلك باستخدام أدوات الاتصال المرئي مثل Zoom أو Skype أو FaceTime، وبالتالي تقليل الشعور بالبعد الجغرافي بينهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام وسائل الإعلام التعليمية لمراجعة دروس المدارس أو الجامعات بطريقة أكثر نشاطاً وجاذبية مقارنة بالنصوص المكتوبة فقط.
على الجانب السلبي، هناك مخاوف بشأن التأثيرات الضارة المحتملة لهذه التقنيات الجديدة على صحة العائلة النفسية والعقلية والجسدية أيضًا. إن قضاء وقت طويل أمام الشاشات يزيد احتمالية الإصابة بحالات صحية جسدية كالاضطرابات البصرية والإجهاد النفسي الناجم عنهما؛ وكذلك القلق والاكتئاب المرتبطان بشدة الاعتماد عليها وعدم القدرة على الانقطاع عنها لفترة طويلة. علاوة على ذلك، فإن وجود الكثير من المعلومات والأنشطة غير المناسبة للأطفال داخل العالم الافتراضي يشكل تحدياً للحفاظ على رقابة أبوية فعالة ومراقبة مناسبة لما يتعرض له أبنائهم. وهذا يؤدي إلى نقص الوقت النوعي الذي يقضيه كل فرد ضمن نطاق الأسرة الواحدة، حيث قد يفضّل البعض الاستمتاع بمفردتهم بالحياة "الرقمية".
لتجنب الوقوع ضحية للإدمان الزائد واستخدام المواد المحرضة ذهنيا وعاطفيا، ينبغي وضع حدود واضحة لاستخدام التكنولوجيا داخل المنزل. مثلاً، اعتماد جدول زمني محدد للاستخدام اليومي لأجهزة الهاتف والحاسوب الشخصي، وتعزيز بيئة منزليّة تشجع النشاط البدني المشترك والقراءة وهوايات أخرى تعتمد على الحد الأدنى من المساعدة الرقمية. كذلك، يعد التشاور المنتظم والصريح حول موضوعات تتعلق بأمان الطفل عبر الإنترنت أمرا ضروريًا لبناء الثقة وتحسين التنسيق العام داخل الأسرة. أخيرا وليس آخرا، فإن تعليم الأولاد منذ سن مبكرة أهمية التوازن بين استهلاك الثقافة المعاصرة والاستمتاع بالتجارب الواقعية سيضمن مستقبلا سعيدا لهم ولأسرهم مجتمعيين.
هذه المقالة تبحث كيف تمثل تكنولوجيات القرن الحادي والعشرين فرصة عظيمة لعائلات عديدة ولكن أيضا تهديدا محتمل إذا لم تتم إدارتها بشكل صحيح.