- صاحب المنشور: الصمدي العروي
ملخص النقاش:
لقد كان للظاهرة العالمية للتغير المناخي تأثيرات ملحوظة على مختلف القطاعات, ومن بينها قطاع الزراعة. يعتبر هذا البحث محاولة لفهم كيف يتأثر قطاع الزراعة بالمناخ المتغير, مع التركيز بشكل خاص على المنطقة الحساسة والحيوية وهي الشرق الأوسط.
في السنوات الأخيرة، شهدت دول الشرق الأوسط تغيرات جذرية في ظروف الطقس مثل زيادة درجات الحرارة والجفاف الشديد والأمطار الغزيرة غير المنتظمة التي تحدث في فترات زمنية قصيرة.
هذه التقلبات الجوية تؤدي إلى تحديات كبيرة أمام ممارسات الزراعة التقليدية والتي تعتمد أساسا على نمط ثابت للأحوال الجوية. حيث تتسبب هذه الظواهر المناخية غير الاعتيادية في خسائر اقتصادية وأضرار بيئية بالإضافة إلى التأثير السلبي على الأمن الغذائي المحلي والدولي نظرًا لأهمية بعض الدول الإقليمية كمنتجة رئيسية لبعض المحاصيل الاستراتيجية.
التغييرات في إنتاج المحاصيل
على سبيل المثال، تبلغ مصر حوالي 97% من احتياجاتها من القمح من الواردات رغم كونها واحدة من أكبر منتجي القطن عالمياً. إلا أنها تواجه مشكلتين كبيرتين بسبب تغير المناخ: الأولى هي انخفاض غلة المحصول بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض مما يعيق عملية البناء الضوئي للنبات، والثانية هي محدودية المياه بسبب الجفاف الذي قد يؤدي لتوقف عمليات الريّ.
وفي سوريا والعراق وجنوب تركيا أيضاً، فإن محصول الشعير والقمح معرضان بشدة لتأثيرات العوامل البيئة المضطربة نتيجة للتغير المناخي.
تأثير تغير المناخ على الثروة الحيوانية
بالإضافة للمحاصيل الزراعية, أثرت تقلبات الطقس بشكل مباشر على الثروة الحيوانية أيضًا. فقد أدى الحر الشديد خلال فصل الصيف إلى وفاة العديد من رؤوس المواشي خاصة تلك الموجودة في مناطق الرعي المفتوحة بدون مراقبة مباشرة.
استراتيجيات التكيف مع التغيرات المناخية
وعلى الرغم من ذلك فان هناك طرق متعددة يمكن استخدامها لمواجهة الآثار السلبية للتغير المناخي:
- تحسين إدارة الري: باستخدام تقنيات أكثر فعالية للحفاظ على المياه وتوفير الطاقة مثل نظام "الري بالتنقيط" والذي يشجع جذور النبات للاستفادة الأمثل للمياه المتاحة وبالتالي زيادة معدلات الانتاج.
- اختيار الأصناف الجديدة: تعمل المنظمات الدولية المعنية بالأبحاث الفلاحية حاليًا على تطوير أصناف جديدة ومقاومة للجفاف والحرارة المرتفعة مصممة خصيصاً لكل منطقة زراعية بمعرفة الخبراء المحليين.
- إنشاء شبكات إنذار مبكر: توفر توقعات دقيقة بشأن الأحوال الجوية يساعد المزارعين على اتخاذ قرارات مستندة إلى علم بدلاً من الاعتماد الكلي على التجريب والتخمين.
- تعزيز التعليم والتدريب: تزويد المجتمع بمزيدٍ من المعلومات حول أفضل الممارسات لحماية المصادر الطبيعية وتعزيز القدرة الذاتيه لمجابهة الصعوبات الناجمة عن تغيُّرِ المناخ.
الخاتمة
وفي النهاية، يُظهر بحثنا بأن التعامل المسؤول والمستدام للتغيير المُلحوظ في النظام البيئي ضروري للغاية لتحقيق استمرارية الاقتصاد الزراعي في الشرق الأوسط ولضمان أمن غذائي مستقر لمنطقة بأكملها.