شغب "التكارنة"...
1- لا أنسى هذه الأحداث فقد عايشتها، "التكارنة" هو مصطلح مطاط يطلقه المكيون على الجاليات الأفريقية و بالذات النيجيرية نسبة الى مملكة "تكرور" التاريخية، ففي سنة 1398هـ كنا قد شرعنا في انشاء قواعد منزلنا بمخطط الأمير أحمد بالرصيفة المتاخم للمنطقة التي يقطنونها،
2- كان والدي رحمه الله -و والديكم- من أول من بنى في ذاك المخطط، وكان يحسن الى فقراء "التكارنة"، بل ويحبهم و لا زال على حبه لهم حتى مات مع ماتعرضنا له من اساءة من بعضهم ابان تلك الأحداث الغوغائية التي لا نعرف دوافعها -تحديدا- حتى تاريخه، ومهما كانت لا تبرير لإحداث شغب في بلد الله.
3- في صباح ذلك اليوم الأليم، كنت أرافق الوالد لتفقد الموقع ففؤجئنا بجماعة كبيرة من شبابهم ورجالهم تحتشد وتتقاطر من الجبال ثم تندفع اندفاع السيل لتتجمع على أرض المخطط، و لأن مثل هذه التجمعات تغري الشباب بالقيام بأعمال عدوانية فقد قاموا بالاعتداء على بعض الممتلكات و السيارات.
4- ثم تقدموا نحونا مستفزين، و هنا استنجد الوالد بمن يعرف من كبارهم لتهدئتهم، ولكن يبدو أن هناك أصابع خفية كانت تحرك شبابهم فقد كان بعضهم يحمل اسلحة بيضاء، وانا شاهد عيان.
غادرنا المكان حفاظا على أرواحنا و احتل المشاغبون الشارع الرئيس وقطعوه وروعوا الآمنين ثم وضعو متاريس لهم.
5- ثم قاموا بمهاجمة رجال الأمن الذين حملوا "قدد" أي قطع خشبية طويلة لحماية انفسهم ولم يكونوا مسلحين ولا خبرةلديهم للتعامل مع أمثال هولاء المشاغبين، وعلمنا بأن التوجيه كان بعدم اطلاق النار عليهم، وأستمر الكر و الفر قرابة اليوم -شاهدنا فيه ضباطا يركضون هربا من المشاغبين المعتدين-