أزمة المناخ والزراعة المستدامة: التحديات والحلول

في عالم يتزايد فيه التأثير البيئي للتغير المناخي، تنبثق تحديات جذرية أمام قطاع الزراعة. هذه الصناعة التي تُعَد العمود الفقري لاقتصاد العديد من الدول ت

  • صاحب المنشور: مريام البركاني

    ملخص النقاش:
    في عالم يتزايد فيه التأثير البيئي للتغير المناخي، تنبثق تحديات جذرية أمام قطاع الزراعة. هذه الصناعة التي تُعَد العمود الفقري لاقتصاد العديد من الدول تعتبر أيضًا أحد أكبر المساهمين في انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية بسبب تقنياتها التقليدية مثل حرق الوقود الأحفوري لإنتاج الأسمدة الكيميائية واستخدام الرش المبيدات الحشرية الضارة بالبيئة. لكن هذا الواقع ليس غير قابل للتغيير؛ فالتحول نحو الزراعة المستدامة يوفر حلولاً فعالة لهذه المشكلة.

**الآثار البيئية للزراعة التقليدية:**

تلعب الزراعة دوراً مؤثراً في خلق مشكلتي الاحتباس الحراري وتلويث الهواء. بحسب الدراسات الأخيرة، تسهم القطاعات الزراعية والصناعات الغذائية مجتمعتين بنسبة تصل إلى حوالي %27 من الانبعاثات الغازية المرتبطة بالحياة البشرية. تلعب عمليات حرث التربة دورًا رئيسياً هنا حيث يتم تحرير ثاني أكسيد الكربون المخزن تحت الأرض عبر التصحر أو حتى البراكين ولكن العملية الأكثر شيوعاً هي الاحتراق الفعلي للأخشاب والأوراق المتحللة كجزء من دورة المحاصيل السنوية مما يؤدي أيضا للإضرار بجودة المياه الجوفية وانتشار الأمراض النباتية المدمرة لمجموعتها الوراثية. بالإضافة لذلك فإن استخدام الأسمدة الاصطناعية والمبيدات الحشرية يعرض شبكات متعددة للحياة البرية للخطر ويقلل خصوبة التربة الطبيعية على مدى فترات طويلة وبالتالي قد تهدد الأمن الغذائي العالمي مستقبلاً.

**الزراعة المستدامة: الخطوات التالية:**

الحلول المقترحة ستتطلب تغييرات جريئة ومستدامة داخل المجتمعات والعواصم السياسية والشركات الخاصة ذات الصلة بالنظام الغذائي والإنتاج الزراعي. إليك بعض الاستراتيجيات المحتملة لتحقيق ذلك:

  1. التوجه نحو زراعة أقل احتلالاً للأراضي: يمكن زيادة كميات الإنتاج باستخدام طرق أكثر ذكاءً تربط بين أنواع محاصيل مختلفة لتجنب فقدان المواد المغذية وإعادة تدوير فضلات الحيوانات ضمن النظام نفسه بدلا من الاعتماد الكلي على مدخلات خارجية باهظة الثمن وقاسية بيئيا. كذلك تشجيع نظام "الدوران" للمحاصيل والذي يساعد بشكل كبير بتحسين هيكل وأنسجة التربة وزيتوميتها مع الوقت وهو أمر ضروري لصحتها العامة وتطور الحياة الدقيقة بها والتي تعد أساس كل غذاء نباتي حيواني مهما كانت نوعه!
  1. إدخال الطاقة المتجددة: هناك فرصة كبيرة لاستبدال المحركات المعتمدة حاليًا بمصدر طاقة نظيف وصديق للبيئة -الطاقة الشمسية-. تم بالفعل تطبيق أفكار مبتكرة كهذه خاصة فيما يتعلق بصغار المزارعين الذين يستخدمون عربات يدوية صغيرة وعجلات صغيرة مزودة بألواح شمسية قابلة للتحرك حسب حاجتهم اليومي منها وليس هذا فحسب بل إنها توفر لهم مصدر رزق جديد تماما.
  1. تعزيز البحث العلمي: يجب التركيز على تطوير تقنيات جديدة تتوافق مع فلسفة "الأغذية الذكية". مثل زراعة أشجار العنب بطريقة آلية عالية التخصص بدون قطع الأشجار الأصلية وقد أثبت نجاح هامش الربح الكبير نسبته مقارنة بطرق المعالجة اليدوي التقليدي ولذا فهو يعد خيار اقتصادي وطبيعي مثالي لنفس الوقت! كما ينصح باستعمال الحلول التكنولوجيه الحديثة لدعم عملية رصد حالة البيئه وظروف الطقس والتوقعات الخاصة بالتغيرات الموسمية ومن ثم اتخاذ القرارات بشأن أفضل وقت مناسباً لرعاية محصول بعينه وعدم خسارته نتيجة توقمي مفاجىء للعوامل الخارجية المؤثره عليه .

هذه الأفكار ليست سوى بداية لحوار حول أهمية التحول نحو الزراعة المستدامة وكيف يمكن لها أن تكون جزءاً محورياً من الجهد المبذول ضد مخاطر تغير المناخ. هناك الكثير الذي ينتظر التعلم والاستعداد له خلال العقود القادمة إذا أردنا بناء مستقبل أكثر أمنا واستقرارا لنا ولكوكبنا الأعظم بالأرض.


عبد المحسن بن شماس

8 مدونة المشاركات

التعليقات