• صاحب المنشور: أسعد الموريتاني
  
  ملخص النقاش:
  

  تغير المناخ العالمي له عواقب مدمرة متعددة، أحد أهمها تأثيراته البالغة الخطورة على الأنظمة البيئية البحرية. هذه التأثيرات تشمل ارتفاع درجات حرارة المياه، زيادة الحموضة، وتغييرات في توزيع وأنماط الحياة البحرية. كل هذه العوامل لها تأثير مباشر على الثروة السمكية، والتي تعتبر مصدر غذاء رئيسي لملايين البشر حول العالم.

ارتفاع درجة الحرارة

مع استمرار ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب ذوبان القمم الجليدية القطبية، تصبح مياه البحار أكثر دفئاً. هذا الارتفاع في درجة الحرارة يمكن أن يؤدي إلى موت العديد من الأنواع التي اعتادت على ظروف باردة. بالإضافة إلى ذلك، قد يتسبب الدفء الزائد في تحرك الكائنات الحية نحو المناطق القطبية الشمالية حيث تكون درجة الحرارة أقل، مما يخل بالتوازن البيولوجي ويضر بالنظم الإيكولوجية المحلية.

زيادة حمضية المحيطات

كما يساهم ثاني أكسيد الكربون الذي يتم إطلاقته بكثرة نتيجة للإحتراق الأحفوري وغيره من الانبعاثات الغازية في زيادة حمضية محيطات الأرض. هذا الأمر يحول دون قدرة بعض الحيوانات والبشر مثل الصدفيات والرخويات وقشريات البحر من بناء وصيانة قذائفهم الخارجية المصنوعة أساسياً من الكالسيت أو الأراجونيت اللذين يصعب وجودهما في بيئات ذات PH مرتفع الحموضة.

التغيرات في التوزيع وأنماط الحياة البحرية

يمكن لأنماط الطقس المتغيرة والمياه الأكثر دفئًا أيضًا تغيير أماكن تواجد أنواع معينة من الأسماك والحياة البحرية الأخرى. وهذا بدوره يمكن أن يعرض هذه الأنواع لخطر الصيد غير القانوني والصناعات الجديدة التي تتطور للاستجابة لتلك التحولات المكانية والجغرافية الجديدة.

أثر ذلك على الأمن الغذائي العالمي

إن تأثير تغير المناخ السلبي المحتمل على الثروة السمكية ليس مجرد مشكلة بيئية، ولكنه أيضاً تحدي كبير للأمن الغذائي العالمي. فالإعتماد الكبير للدول الساحلية والعالم بأسره على المنتجات البحرية كجزء مهم من نظام غذائي صحي وبروتيني يعني أنه عند تعرض تلك الثروات لأضرار كبيرة فقد نواجه نقصا عالميا خطيرا في الغذاء.