كتب الأخ و الزميل الملازم أول مهندس محمد أسامة:
في القليل كُلنا أُمناء أتقياء،الكثير هو الذي يكشف الصادق من المُدعي...
هذا صباح أحد الأيام الدراسية لشهر يونيو من العام 2004،الميدان الفاصل بين مدرسة القوز ٣ الأساسية،ومدرسة الحميراء الثانوية للبنات...الميدان ممتليء بالباعة الذين https://t.co/qjjqt4tfd2
يبيعون ما لذ وطاب، كنت حينها أنا طالب الصف الثالث أُخرِج ال20 قرشاً لشراء حلوى الشعيرية الموضوعة في ورق الجرائد،مالي يكفي لشراء قطعتين لا أكثر...لكن البائع غَفِلَ وأعطاني ثلاثة أكياس بدلاً عن إثنين...
أعلم أن الحلوى شهية حينها لكن لا يمكنني أن أفقد أمانتي من أجل كيس،أخبرت البائع
بالكيس الزائد وسرحتُ بخيالي كيف أنه سيشكرني ويشكر أهلي الذين أحسنوا تربيتي،بل كنتُ متأكداً بأنه سيدخل لمدير المدرسة -المرحوم ومعلم الأجيال "عثمان شيخ إدريس"- ليخبره عن التلميذ الأمين ويمكن أن يُقرع الجرس لطابور مفاجيء للإشادة بتلميذ الصف الثالث بملامحه البرئية،وسيطالب بحضور ولي
ولي أمري لشكره أيضاً...
كل هذا لم يحدث منه شيئًا، إكتفي بمسح رأسي وإبتسامة مع كلمة "شكراً على أمانتك،خلي الكيس معاك"...
الآن دعك من 2003،تعال إلى 2023...
إذا كنت من الذين جاءوا إلى سلاح المدرعات بعد إسبوع أو عشر أيام بعد بداية الحرب ستسمع بذلك الملازم وقصته الشهيرة...
كانت القصة هي الصنف الحاضر لكل جلسات العسكريين في ميز الضباط،في قهاوي سوق الشجرة،وحتى الدفاعات وثكنات ضباط الصف والجنود...
صنفه البعض مجنوناً أضاع فرصة كبيرة لتغيير وضعه،وصنفه البعض أميناً صادقاً ومثالاً يُحتذى به...
الملازم"صديق"حديث التخرج،الصغير سناً والكبير فعلاً،يجهز أفراده