في مساء مثل هذا يوم ٢٢ أكتوبر ١٩٧٣ ، كنت علي رأس وحدة الصاعقة قد رجعنا من إغارة في الشلوفة علي تجمع

في مساء مثل هذا يوم ٢٢ أكتوبر ١٩٧٣ ، كنت علي رأس وحدة الصاعقة قد رجعنا من إغارة في الشلوفة علي تجمع لدبابات العدو في الثغرة ، وتم تكليفي مباشرة بنصب ك

في مساء مثل هذا يوم ٢٢ أكتوبر ١٩٧٣ ، كنت علي رأس وحدة الصاعقة قد رجعنا من إغارة في الشلوفة علي تجمع لدبابات العدو في الثغرة ، وتم تكليفي مباشرة بنصب كمين عند تقاطع المدق ١٢ مع المدق المؤدي إلي قيادة الجيش الثالث .

اقترب رضوان من حفرتي ، يسأل عن حقيقة قرار وقف النار .

كان صوت طلقات النصف بوصة من دبابات العدو التي تمرح في الظلام لا تزال تسمع ، قلت لرضوان أن يعود لموقعه وألا يتم تخفيف إجراءات الطوارئ.

لا زلت أتذكر فرحة عينيه بانتهاء الحرب ، وغضبه من ردي الجاف.

في ظهر اليوم التالي كنا نخوض أكبر وأهم معركة مع وحدتي وهي التي استشهد فيها رضوان.

لقد ظللنا نقاتل ، حتي بعد ترك موقع الكمين علي طريق مصر السويس وعلي حدود السويس وطريق الأدبية ، واستشهد عدد كبير، وكانت ليلة ٢٣/ ٢٤ أكتوبر لا تنسي ، وأعتبرها تاريخ ميلاد ثاني لي.

قاتلنا في أحضان جبل عتاقة ، وقمت بجمع بعض الشاردين من قوات أخري، ورغم مرارة الثغرة . انتصرنا ..

قال لي قائد كتيبة إشارة الجيش الثالث في الظلام الدامس تحت جبل عتاقة :" لقد شهدت النكسة.ويبدو انها تتكرر "،أجبته بألم وحماس :" لو وقف كل مقاتل وحارب في ١٩٦٧ لما حدثت النكسة ، سنقف يا افندم هنا ونقاتل حتي نموت ". احتضنني باكيا.وانا اطلب منه أن يكون قائد القوات السائدة التي جمعتها .

في المساء اشتدت غارات العدو بعد ان تمكن من تحييد قواعد الصواريخ،اشتبكنا مع مدرعة ١١٣ كانت تصوب كشافها نحو جبل عتاقة بغرض جمع أسري.تمكن محمد عبد الفتاح من اصابتها بطلقة ار بي جي.

تحولت المنطقة التي تواجدنا فيها إلي جحيم بينما كان رتل مدرع ضخم يزحف في اتجاه الأدبية.

رحم الله رجالي


مشيرة بن موسى

7 مدونة المشاركات

التعليقات