لماذا أمر إبليس بالسجود لآدم مع الملائكة؟

التعليقات · 5 مشاهدات

لا شك أن الله تعالى لما أمر الملائكة بالسجود لآدم، كان هذا الأمر موجهاً أيضاً إلى إبليس، كما قال الله تعالى: (إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّا

لا شك أن الله تعالى لما أمر الملائكة بالسجود لآدم، كان هذا الأمر موجهاً أيضاً إلى إبليس، كما قال الله تعالى: (إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ) الأعراف/11،12. وقد تكلم العلماء عن سبب توجه الأمر بالسجود لآدم إلى إبليس مع أنه لم يكن من الملائكة، فذكروا أن سبب ذلك أنه كان متشبهاً بالملائكة في أعمالهم الظاهرة. قال ابن كثير رحمه الله: "والغرض أن الله تعالى لما أمر الملائكة بالسجود لآدم، ودخل إبليس في خطابهم، لأنه وإن لم يكن من عنصرهم، إلا أنه قد تشبه بهم وتوسم بأفعالهم، فلهذا دخل في الخطاب لهم، وذُمَّ في مخافة الأمر" انتهى.

وعلى الرغم من أن إبليس لم يكن من الملائكة، إلا أنه كان مشاركاً لهم في أعمالهم ظاهراً، فكان توجيه الأمر شاملاً له بحسب الظاهر. ونحو ذلك أيضاً قاله العلامة الطاهر بن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير". والذي علينا أن نؤمن به ونعتقده أن الأمر بالسجود لآدم كان موجهاً إلى إبليس كما كان موجهاً إلى الملائكة، وهو صريح القرآن: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ) الأعراف/12. أما سبب توجه الأمر إليه فالله تعالى أعلم.

التعليقات