أزمة الصحافة الرقمية: التحديات والفرص المستقبلية

مع تطور العالم الرقمي وتقديم وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الأخبار عبر الإنترنت منافسًا قويًا للصحف التقليدية، تواجه الصناعة الصحفية تحديات كبيرة. تع

  • صاحب المنشور: العلوي المهنا

    ملخص النقاش:
    مع تطور العالم الرقمي وتقديم وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الأخبار عبر الإنترنت منافسًا قويًا للصحف التقليدية، تواجه الصناعة الصحفية تحديات كبيرة. تعتبر هذه الأزمة فرصة أيضًا للاستفادة من الفرص الجديدة التي يوفرها العصر الرقمي. يتعين على المؤسسات الإعلامية إعادة النظر في استراتيجيتها لتلبية متطلبات الجمهور الحديث وضمان الاستدامة المالية في ظل بيئة جديدة ومتغيرة باستمرار.

التحديات الرئيسية للأخبار الرقمية:

  1. تراجع الإيرادات: إن الاعتماد الكبير على الإعلانات التقليدية أدى إلى انخفاض كبير في إيراداتها بسبب التحول نحو المنصات الرقمية مثل محركات البحث ومواقع وسائل التواصل الاجتماعي. حيث يمكن للمستخدمين الوصول مباشرة إلى محتوى الخبر بدون المرور بالموقع الأصلي للخبر الذي قد يعني فقدان جزء هام من دخل الموقع.
  1. الانتشار الواسع للاخبار الزائفة: يعد انتشار الاخبار الكاذبة والتضليل أحد أكبر التحديات التي تواجه الصحفيين الرقميين اليوم. مع سهولة نشر المعلومات بسرعة عبر الانترنت, هناك حاجة ملحة لزيادة الشفافية والمصداقية في تقديم المحتوى.
  1. نموذج عمل غير مستقر: غياب نموذج تحديد سعر ثابت لمحتوى الأخبار الإلكترونية جعل الأمر أكثر تحديا بالنسبة للإعلاميين لتحقيق الدخل منه. بينما يتم الحصول عليها مجانا عادة، إلا أنه ليس لديهم القدرة على فرض رسوم نظير استخدام تلك المواد.
  1. التغيرات السريعة في سلوك القارئ: تغير اتجاهات القراء بشكل جذري خلال السنوات الأخيرة. فلم تعد فترات التركيز الطويلة هي الغالب؛ بل أصبح القراء يستوعبون الجمل القصيرة والأقسام المصورة والفيديوهات القصيرة وغيرها مما يعكس توجه القارئ الجديد الذي يحب السرعة والإثارة.

الفرص المتاحة أمام الصحافة الرقمية:

  1. القراءة الشخصية المخصصة: باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، يمكن تطوير خدمات صحفية شخصنة للقارئ بناءً على اهتماماته وقدراته المعرفية المفضلة. وهذا يساعد في جذب جمهور أوسع واستقطاب قاعدة جماهيرية أصغر ولكنه الأكثر ولاءً وانتظاماً.
  1. تعزيز الثقة والإخلاص بين القاريء والمؤسسة: من خلال تعزيز مصداقية المصدر وتوفير تفاصيل حول كيفية جمع الأخبار وإنتاجها - خاصة عندما تتعلق الأمور بأحوال الحياة الحالية أو الفظائع المرتبطة بها – ستتمكن الصحافة من تحقيق مستوى أعلى من التعاطف والثقة لدى المشاهدين/الزوار الذين يرغبون بمزيدٍ من المعرفة ولكن بطريقة آمنة وموثوقة.
  1. **التعاون والشراكات*: تشكيل تحالفات تجمع مختلف المواقع الإخبارية لتشارك مواردها وتستغل خبرات بعضها البعض لإنتاج منتوج أفضل نوعياً وأكثر شمولية وقيمة لهواة الاطلاع والمعرفة. ويمكن أيضاً شراكة ذات طابع تجاري تسعى لجذب رعاة ورواد جدد للحفاظ على البقاء وتمويل توسع نشاطات الشركة بعيداً عن اعتماد كلي علي اعلان واحد او مصدر دخل رئيسي .
  1. تحسين تجربة المستخدم: ينبغي الاهتمام بتصميم موقع مناسب للأجهزة المحمولة، وإضافة خاصية البحث المتقدمة، وتسهيل عملية مشاركة المحتوى عبر الشبكات الاجتماعية المختلفة لجذب عدد أكبر من الأشخاص ممن ربما لم يكن بالحسبان سابقاً ضمن دائرة زوار المجلة الأساسية. ويعد هذا عامل مهم يساهم بازدياد شهرتها عالمياً وبالتالي زيادة نسب مشاهدة عدد القراء لها.

وفي النهاية فإن الصحافة الرقمية ليست مقبرة لحقل الاعلام القديم وانما هو مجال جديد بحاجة لصقل مهارات إدارة الأعمال الإعلامية القديمة بالتكيف مع تقاليع السوق التجارية الحديثة والاستجابة لرغبات المتلقي المتحول سلوكه يوم بعد يوم.


إسراء بوزيان

6 مدونة المشاركات

التعليقات